نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 131
تنبيه: إذا أتبعت المتصل المنصوب بمنفصل منصوب نحو: رأيتك إياك
فمذهب البصريين أنه بدل، و مذهب الكوفيين أنه توكيد. قال المصنف: و قولهم عندى أصح
لأن نسبة المنصوب المنفصل من المنصوب المتصل كنسبة المرفوع المنفصل من المرفوع
المتصل فى نحو فعلت أنت، و المرفوع تأكيد بإجماع.
خاتمة فى مسائل منثورة: الأولى: لا يحذف المؤكد و يقام المؤكد
مقامه على الأصح. و أجاز الخليل نحو: مررت بزيد و أتانى أخوه أنفسهما، و قدره هما
صاحباى أنفسهما. الثانية: لا يفصل بين المؤكد و المؤكد بإما على الأصح. و أجاز
الفراء مررت بالقوم إما أجمعين و إما بعضهم.
الثالثة: لا يلى العامل شىء من ألفاظ التوكيد و هو على حاله فى
التوكيد إلا جميعا و عامة مطلقا؛ فتقول؛ القوم قام جميعهم و عامتهم، و رأيت جميعهم
و عامتهم، و مررت بجميعهم و عامتهم.
و إلا كلّا و كلا و كلتا مع الابتداء بكثرة و مع غيره بقلة، فالأول
نحو القوم كلهم قائم، و الرجلان كلاهما قائم، و المرأتان كلتاهما قائمة. و الثانى
كقوله:
أكرمت إلا أياك أنت. و فى المغنى أن أنت من نحو:إِنَّكَ أَنْتَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة: 127] يصح كونه فصلا أو توكيدا أو مبتدأ و الأول أرجح
فالثانى. قوله: (و المرفوع تأكيد بإجماع) أى يجوز أن يكون توكيدا بإجماع كما يجوز
أن يكون بدلا فالإجماع إنما هو على جواز التوكيد. قوله: (لا يحذف المؤكد) أى لأن
الغرض من التوكيد التقوية و الحذف ينافيه و تقدم ما فيه. قوله: (و قدره إلخ) و
يجوز نصب أنفسهما بتقدير أعينهما أنفسهما.
قوله: (بإما) أما الفصل بغيرهما فثابت كقوله تعالى:وَ لا يَحْزَنَّ وَ
يَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَ [الأحزاب: 51]. قوله: (إما أجمعين و إما بعضهم) محط التمثيل قوله:
إما أجمعين لأنه التوكيد المفصول بينه و بين المؤكد بإما لا قوله و إما بعضهم، و
لا يلزم من عطفه على أجمعين أن يكون تأكيدا بدليل لم يجئنى القوم كلهم بل بعضهم أو
و لا بعضهم حتى يرد أنه ليس من ألفاظ التوكيد فسقط ما نقله البعض عن الدمامينى و
أقره من الإشكال.
قوله: (و هو على حاله فى التوكيد) أى من إفادة التقوية و رفع
الاحتمال و احترز بذلك عن نحو:
طابت نفس زيد و فقئت عين عمرو، فإن المراد بالنفس الروح و بالعين
الباصرة فليسا على حالهما فى التوكيد. و يرد عليه نحو: جاءنى نفس زيد و عين عمرو
أى ذاتهما و فى التنزيل:كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام: 54] أى ذاته.
قوله: (مطلقا) أى مع الابتداء و غيره. قوله: (جميعهم و عامتهم)
الواو بمعنى أو لأنه لا يجمع بين لفظى توكيد بعطف لما مر. قوله: (مع الابتداء
بكثرة) لأن الابتداء عامل معنوى فلا يبعد معموله و هو المبتدأ من التأكيد و ولى
لفظ التوكيد العامل فى هذه الحالة باعتبار أن الابتداء سابق فى التقدير على لفظ
التوكيد الواقع مبتدأ لأن رتبة العامل التقديم على المعمول.
قوله: (فالأول) أى ولى لفظ التوكيد و هو مبتدأ العامل. قوله: (نحو
القوم كلهم قائم) القوم مبتدأ
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 131