نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 4 صفحه : 247
أى أسخاهم يقال: فلان رحب الباع و الذراع و رحيبهما أى سخىّ (و قول
أشجع: و ليس) أى الممدوح يعنى جعفر بن يحيى (بأوسعهم) الضمير للملوك (فى الغنى، و
لكنّ معروفه) أى إحسانه (أوسع) فالبيتان متماثلان هذا و لكن لا يعجبنى معروفه
أوسع.
(قوله: رحب الباع و الذراع) الرحب: الواسع، و الباع: قدر
مد اليدين، و الذراع: من طرف المرفق إلى طرف الأصبع الوسطى (قوله: أى
سخىّ) أى: فهو مجاز مرسل من إطلاق اسم الملابس بكسر الباء و هو سعة الباع
أو الذراع على الملابس بفتحها و هو كثرة المعطى؛ لأن الباع و الذراع بهما يحصل
المعطى عند قصد دفعه فإذا اتسع كثر ما يملؤه فلابست السعة الكثرة عند الإعطاء
فأطلقت السعة على الكثرة بتلك الملابسة مع القرينة (قوله: و
قول أشجع) أى: فى مدح جعفر بن يحيى البرمكى (قوله:
الضمير للملوك) أى: فى
البيت السابق:
يروم الملوك مدى جعفر
و لا يصنعون كما يصنع
أى: يقصد الملوك غايته التى بلغها فى
الكرم و الحال أنهم لا يصنعون من المعروف و الإحسان كما يصنع
(قوله: فى الغنى) أى: فى المال (قوله: أوسع) أى: من
معروفهم (قوله: فالبيتان متماثلان) أى: لاتفاقهما على إفادة أن
الممدوح لم يزد على الأقران فى المال، و لكنه فاقهم فى الكرم و لم يختص أحدهما
بفضيلة عن الآخر، فلذا كان الثانى بعيدا عن الذم (قوله: لكن
لا يعجبنى معروفه أوسع) أى: و حينئذ فالبيتان ليسا متماثلين، بل الأول
أبلغ فتمثيل المصنف بهذين البيتين للقسم الثالث لا يتم و وجه عدم الإعجاب أن
أرحبهم ذراعا يدل على كثرة الكرم بطريق المجاز بخلاف معروفه أوسع فإنه يدل على ذلك
بطريق الحقيقة، فالبيت الأول قد ازداد بالمجاز حسنا، و قيل: وجه كونه لا يعجبه أن
المعروف قد يعبر به عن الدبر أى: الشىء المعروف منه و هو الدبر أوسع، و فيه بعد؛
لأن الكلام البليغ لا يعتريه الاستهجان.
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 4 صفحه : 247