responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 4  صفحه : 246

فبيت البحترى أبلغ لما فى لفظى تألق و المصقول من الاستعارة التخييلية فإن التألق و الصقالة للكلام بمنزلة الأظفار للمنية و لزم من ذلك تشبيه كلامه بالسيف و هو استعارة بالكناية (و ثالثها) أى ثالث الأقسام و هو أن يكون الثانى مثل الأول (كقول الأعرابى أبى زياد:

و لم يك أكثر الفتيان مالا

 

و لكن كان أرحبهم ذراعا)

 

 

 

 


تفسير (قوله: فبيت البحترى أبلغ) حاصله أن كلّا من البيتين تضمن تشبيه اللسان بآلة الحرب فى النفاذ و المضاء و إن كانت الآلة المعتبرة فى الأول السيف و الآلة المعتبرة فى الثانى الرمح، و لكن بيت البحترى أجود؛ لأنه نسب فيه التألق و الصقالة للكلام و هما من لوازم السيف على حد المنية و الأظفار، فكان فى كلامه استعارة بالكناية، فازداد بهذا حسنا، بخلاف بيت أبى الطيب، و تقرير الاستعارة المذكورة أن يقال: شبه الكلام الموجب لتأثير المضاء و النفوذ فى النفوس بالسيف الموجب للتأثير من الجذّ و القطع، و طوى ذكر المشبه به و رمز إليه بذكر شى‌ء من لوازمه و هو التألق و الصقالة على طريق الاستعارة بالكناية و إثبات التألق تخييل و الصقالة ترشيح لأن مجموعهما تخييل كما هو ظاهر الشارح؛ لأن التخييل لا يكون إلا واحدا و يزيد بيت البحترى على بيت أبى الطيب أيضا بأن فيه حسب التى للظن و هى أقوى فى الدلالة على التشبيه من كأن على أن فى بيت أبى الطيب قبحا من جهة أخرى و هو أن المتبادر من كلامه أن ألسنتهم قطعت و جعلت خرصانا و فيه من القبح ما لا يخفى‌ (قوله: للكلام) أى: اللذين أثبتهما للكلام‌ (قوله: بمنزلة الأظفار للمنية) أى: بمنزلة الأظفار التى أثبتت للمنية (قوله:

و لزم من ذلك) أى: من إثبات التألق و الصقالة للكلام؛ لأن التخييلية و المكنية متلازمان على ما سبق‌ (قوله: و هو استعارة بالكناية) الضمير للتشبيه على مذهب المصنف فى الاستعارة بالكناية، أو للسيف بناء على مذهب القوم فيها (قوله: مثل الأول) أى: فى البلاغة (قوله: كقول الأعرابى) هذا هو الكلام الأول، و الثانى قول أشجع الآتى‌ (قوله:

و لم يك أكثر الفتيان مالا أى: لم يكن الممدوح أكثر الأقران مالا.

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 4  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست