responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 4  صفحه : 137

و قد أسند إلى المفعول الأول (فهو) لشموله المدح و غيره (أعم من الاستتباع) لاختصاصه بالمدح ...


الغزل و هو الكلام الواقع من المحب فى شأن المحبوب الفخر بكونه حليما، حيث كنى عن ذلك بالاستفهام عن وجود خليل صالح يودعه حلمه، و ضمن الفخر بالحلم شكوى الزمان لتغير الإخوان حيث أخرج الاستفهام مخرج الإنكار تنبيها على أنه لم يبق فى الإخوان من يصلح لهذا الشأن أى: إيداع الحلم عنده، و قد نبه بقوله أودع الحلم عنده على أنه لم يعزم على مفارقة الحلم على سبيل الدوام، بل فى بعض الحالات أعنى حالة وصال المحبوب للوقوف على الجهل، و ذلك لأنه لما كان شأنه أن يفعل أفعال الجهال و كان مريدا لوصاله، عزم على أنه إن وجد من يصلح لأن يودعه حلمه أودعه إياه، فإن الودائع ترد آخر الأمر، و اعلم أن المعنى الآخر و هو المضمن المدموج يجب أن لا يكون مصرحا به، و لا يكون فى الكلام إشعار بأنه مسوق لأجله، و إلا لم يكن ذلك من الإدماج، فما قيل فى قوله:

أبى دهرنا إسعافنا فى نفوسنا

 

و أسعفنا فيمن نحبّ و نكرم‌ [1]

فقلت له نعماك فيهم أتمّها

 

ودع أمرنا إن المهمّ المقدّم‌

 

إن هذا الكلام مسوق للتهنئة بالوزارة لبعض الوزراء، و أن الدهر أسعفه بتلك الوزراة، و أن الشاعر يحبها، و ضمن ذلك التشكى من الدهر فى عدم إسعافه هو فى نفسه، فكانت الشكاية فيه إدماجا، فهو سهو لأنه صرح أولا بالشكاية حيث قال: أبى دهرنا إسعافنا فى نفوسنا فكيف تكون مدمجة بل لو قيل إن هذا الكلام مسوق للشكاية و التهنئة مدمجة كان أقرب، و لا ينافى هذا كون المقصود بالذات هو التهنئة، لأن القصد الذاتى لا ينافى إفادة ذلك المقصود بطريق الإدماج بأن يؤتى به بعد التصريح بغيره، و قول الشاعر:

أتمها أى أتم ما ابتدأته من النعمى أى الإنعام، و أترك أمرنا فإن أمرهم مهم و المهم مقدم.

(قوله: و قد أسند) أى يضمن‌ (قوله: لاختصاصه بالمدح) هذا بالنظر لظاهر تعريف الاستتباع، أما لو قيل إن ذكر المدح فى التعريف بطريق التمثيل لا للتخصيص،


[1] الإيضاح ص 328.

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 4  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست