نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 4 صفحه : 137
و قد أسند إلى المفعول الأول (فهو) لشموله المدح و غيره (أعم من
الاستتباع) لاختصاصه بالمدح ...
الغزل و هو الكلام الواقع من المحب فى شأن المحبوب الفخر بكونه
حليما، حيث كنى عن ذلك بالاستفهام عن وجود خليل صالح يودعه حلمه، و ضمن الفخر
بالحلم شكوى الزمان لتغير الإخوان حيث أخرج الاستفهام مخرج الإنكار تنبيها على أنه
لم يبق فى الإخوان من يصلح لهذا الشأن أى: إيداع الحلم عنده، و قد نبه بقوله أودع
الحلم عنده على أنه لم يعزم على مفارقة الحلم على سبيل الدوام، بل فى بعض الحالات
أعنى حالة وصال المحبوب للوقوف على الجهل، و ذلك لأنه لما كان شأنه أن يفعل أفعال
الجهال و كان مريدا لوصاله، عزم على أنه إن وجد من يصلح لأن يودعه حلمه أودعه
إياه، فإن الودائع ترد آخر الأمر، و اعلم أن المعنى الآخر و هو المضمن المدموج يجب
أن لا يكون مصرحا به، و لا يكون فى الكلام إشعار بأنه مسوق لأجله، و إلا لم يكن
ذلك من الإدماج، فما قيل فى قوله:
إن هذا الكلام مسوق للتهنئة بالوزارة لبعض الوزراء، و أن الدهر أسعفه
بتلك الوزراة، و أن الشاعر يحبها، و ضمن ذلك التشكى من الدهر فى عدم إسعافه هو فى
نفسه، فكانت الشكاية فيه إدماجا، فهو سهو لأنه صرح أولا بالشكاية حيث قال: أبى
دهرنا إسعافنا فى نفوسنا فكيف تكون مدمجة بل لو قيل إن هذا الكلام مسوق للشكاية و
التهنئة مدمجة كان أقرب، و لا ينافى هذا كون المقصود بالذات هو التهنئة، لأن القصد
الذاتى لا ينافى إفادة ذلك المقصود بطريق الإدماج بأن يؤتى به بعد التصريح بغيره،
و قول الشاعر:
أتمها أى أتم ما ابتدأته من النعمى أى الإنعام، و أترك أمرنا فإن أمرهم
مهم و المهم مقدم.
(قوله:
و قد أسند)أى
يضمن (قوله:
لاختصاصه بالمدح)هذا بالنظر لظاهر تعريف الاستتباع، أما لو قيل إن ذكر المدح فى
التعريف بطريق التمثيل لا للتخصيص،