نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 615
و لا يشترط فيها الترتيب الخارجى، فإن قلت: فى هذه الثلاثة أيضا
تفصيل للمسند إليه فلم لم يقل: أو لتفصيلهما معا- قلت فرق بين أن يكون الشىء
حاصلا من شىء و بين أن يكون مقصودا منه. و تفصيل المسند إليه فى هذه الثلاثة و إن
كان حاصلا لكن ليس العطف بهذه الثلاثة لأجله؛ لأن الكلام إذا اشتمل على قيد زائد
على مجرد الإثبات أو النفى ...
المثال الثانى (
قوله: و لا يشترط فيها الترتيب الخارجى)أى: و إنما المشترط فيها الترتيب
الذهنى سواء طابقه الترتيب فى الخارج أو لا و ذلك بأن كانت ملابسة الفعل لما بعدها
قبل ملابسته لأجزاء ما قبلها نحو: مات كل أب لى حتى آدم فيتعلق أن الموت تعلق بكل
أب من آبائه أولا ثم بآدم ثانيا، و لا شك أن هذا مخالف للترتيب الواقع فى الخارج
أو كانت ملابسة الفعل لما بعدها فى أثناء ملابسته لأجزاء ما قبلها نحو: مات الناس
حتى الأنبياء، فيتعقل أن الموت تعلق بكل واحد من الناس، ثم بالأنبياء، و لا شك أن
هذا خلاف الواقع، إذ الواقع تعلق الموت بهم فى أثناء تعلقه بالناس، أو كانت ملابسة
الفعل لما قبلها و ما بعدها فى زمان واحد نحو: جاءنى القوم حتى خالد إذا جاءوك جميعا
و يكون خالد أقواهم أو أضعفهم (قوله: قلت فرق إلخ)بقى أنهما قد يقصدان معا إلا أن يجاب بأنه ترك ذلك لعلمه مما ذكره؛
لأنه إذا بين ما يكون لتفصيل المسند إليه و ما يكون لتفصيل المسند علم ما يكون
لتفصيلهما معا و هو مجموع ما لتفصيل المسند إليه و ما لتفصيل المسند. قاله سم.
(قوله: بين أن
يكون الشىء)هو هنا تفصيل
المسند إليه و قوله من شىء و هو هنا العطف، و قوله حاصلا من شىء يعنى: من غير
قصد (قوله: فى هذه
الثلاثة)أى:
الأمثلة الثلاثة (قوله: و إن كان حاصلا)يعنى: من العطف (قوله: بهذه الثلاثة)أى: بهذه الحروف الثلاثة، و قوله لأجله أى: لأجل تفصيل المسند
إليه (قوله: على قيد
زائد)القيد هنا هو
الترتيب بين المجيئين مثلا بمهلة أو غيرها، فقولك: جاء زيد فعمرو القيد الزائد على
إثبات المجىء لزيد و عمرو الترتيب بين المجيئين من غير مهلة، و ذلك هو القيد
الزائد على النفى فى قولك: ما جاء زيد فعمرو.
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 615