نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 530
فإن فى ضرب البيت بكوفة الجند، و المهاجرة إليه إيماء إلى أن طريق
بناء الخبر مما ينبئ عن زوال المحبة، و انقطاع المودة ثم إنه يحقق زوال المودة، و
يقرره حتى كأنه برهان عليه، ...
و ضرب البيت فى الأصل شد أطنابه، و يلزمه الإقامة فيه المرادة، فتكون
كناية عن الإقامة فيه من باب الانتقال من الملزوم للازم، و قوله مهاجرة: حال من
فاعل ضربت أفادت أن الكوفة التى أقامت بها ليست محلها الأصلى و قوله بكوفة متعلق
بضربت و الباء بمعنى فى، و إضافتها للجند لإقامة جند كسرى بها، و قوله غالت أى:
أكلت وودها أى محبتها لى:
مفعول مقدم، و غول فاعل مؤخر أى: إنها إنما أقامت بالكوفة بعد الهجرة
إليها لكون الغول أكل ودها لى، و أن محبتها زالت و وجه إدخال التاء فى الفعل الغول
مؤنث سماعا و إن كان بمعنى المهلك، ثم إن لفظ البيت خبر و المعنى على التأسف كما
فى الحفيد على المطول.
(قوله: و
المهاجرة إليها)عطف على ضرب (قوله: إلى أن طريق بناء الخبر)أى إلى جنس الخبر المبنى عليه، و كان الأولى أن
يقول إلى أن طريق بناء الخبر أمر من جنس زوال المحبة و انقطاع المودة ليوافق ما
مر، و المراد أنه فرد من أفراد ذلك الجنس، و إنما كان الموصول يومىء للنوع
المذكور؛ لأن الشأن أن الإنسان لا يقيم فى محل خلاف محله إلا إذا كان كارها لأهل
محله (قوله: ثم إنه)أى الإيماء المذكور بواسطة الصلة، و قرر شيخنا
العدوى أن قوله: ثم إنه أى ما ذكر من الضرب و المهاجرة يحقق إلخ أى:
من تحقيق المسبب للسبب، و ذلك لأن أكل الغول ودها سبب فى الواقع
للضرب و المهاجرة و وجود المسبب دليل على وجود سببه، و ظهر لك مما قلنا إن قوله ثم
إنه يحقق يحتمل رجوع ضميره للإيماء جريا على ما مر من التسامح، و لما ذكر من الضرب
و المهاجرة نظرا للحقيقة من أن المومى إنما هو الصلة.
(قوله: زوال
المودة)أى: منها، و
قوله و يقرره أى: فى ذهن السامع (قوله: حتى كأنه)أى: الإيماء بواسطة الضرب، أو ضرب البيت بكوفة الجند و المهاجرة
إليها و قوله برهان عليه أى: على زوال المحبة؛ لأنه دليل عليه.
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 530