responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 531

و هذا معنى تحقيق الخبر، و هو مفقود فى مثل: إن الذى سمك السماء؛ إذ ليس فى رفع اللّه السماء تحقيق و تثبيت لبنائه لهم بيتا؛ فظهر الفرق بين الإيماء، و تحقيق الخبر ...


و اعلم أن الاستدلال بالسبب على المسبب يسمى برهانا آنيا، و الاستدلال بالمسبب على السبب يسمى برهانا لميا؛ لأن وجود المسبب خارجا علة فى وجود السبب بمعنى إنك إذا رأيت المسبب متحققا فى الخارج استدللت به على وجود السبب، فالمسبب حينئذ يقع فى جواب السؤال بلم عن وجود السبب، و ما هنا من قبيل الاستدلال بالمسبب على السبب فهو من قبيل البرهان اللمى إذا علمت هذا تعلم أن قول الشارح كأنه برهان عليه لا وجه للكأنية، إذ هو برهان عليه حقيقة، فالأولى أن يقول؛ لأنه برهان عليه إلا أن يقال إن المعنى حتى كأنه برهان إنى فشبه اللمى بالأنى أو أن كان للتحقيق قرر ذلك شيخنا العدوى، أو يقال أتى بكأن؛ لأنه لم يسق مساق البراهين المعتادة (قوله: و هذا معنى تحقيق الخبر) يعنى أن المراد بتحقيق الخبر تثبيته و تقريره حتى كأن الصلة دليل عليه، و ليس المراد بتحقيق الخبر تحصيله و إيجاده بأن تكون الصلة للخبر فى الواقع و الإلزام أن ضرب البيت بالكوفة و المهاجرة إليها علة لانقطاع المودة و المحبة فى نفس الأمر، و هو غير صحيح، إذ الأمر بالعكس و هو أن العلة فى ضرب البيت هو زوال المحبة.

و الحاصل أن الضرب و المهاجرة علة لمية لزوال المحبة، و زوال المحبة علة آنية لهما (قوله: إذ ليس فى رفع اللّه السماء إلخ) أى: لأن رفع اللّه السماء ليس علة لبناء البيت لا آنية و لا لمية (قوله: فظهر الفرق إلخ) أى: لأن حاصل الإيماء إلى وجه الخبر أن يستشعر السامع بجنس الخبر، و لا يلزم من ذلك أن يتيقنه بحيث يزول عنه الشك و الإنكار له، و أما تحقيق الخبر فهو أن يستشعر السامع بجنس الخبر و يتيقنه، و يتقرر عنده بحيث يزول ما عنده من الشك فيه، و الإنكار له ألا ترى إلى قوله: إن التى ضربت إلخ، فإنه يحصل منه فى ذهن السامع جنس انقطاع المودة و المحبة، و يثبت عنده بحيث يزول عنه الشك و الإنكار؛ لأنه يلزم عادة من المهاجرة بالكوفة و ضرب البيت بها و الانقطاع فيها زوال المحبة و المودة بخلاف إن الذى سمك السماء إلخ، إذ لا يلزم عادة و لا عقلا من سمك‌

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست