responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 529

و ربما يجعل ذريعة إلى الإهانة لشأن الخبر، نحو: إن الذى لا يحسن معرفة الفقه قد صنف فيه، أو لشأن غيره، نحو: إن الذى يتبع الشيطان خاسر، و قد يجعل ذريعة إلى تحقيق الخبر؛ أى: جعله محققا ثابتا، نحو:

إنّ التى ضربت بيتا مهاجرة

 

بكوفة الجند غالت ودّها غول‌ [1]

 


الأولى للشارح أن يقول: ثم فى هذا الإيماء تعريض بشأن شعيب الذى هو مفعول به‌ (قوله:

و ربما يجعل) أى: الإيماء المذكور، و قوله ذريعة إلى الإهانة الأولى أن يقول ذريعة للتعريض بإهانة شأن الخبر (قوله: إن الذى لا يحسن معرفة الفقه إلخ) أى ففى الموصول مع الصلة إيماء إلى أن الخبر من نوع ما يتعلق بالفقه: كالتصنيف، و فى ذلك الإيماء تعريض بأن مصنفه مبتذل مهان؛ لأنه إذا كان لا يحسن ما ذكر كان جاهلا، فتصنيفه حينئذ قبيح لا يعبأ به؛ لأن المبنى على الجهل شى‌ء قبيح‌ (قوله: إن الذى يتبع الشيطان خاسر) أى: فالموصول يشير إلى أن الخبر المبنى عليه من جنس الخيبة و الخسران، و فى ذلك الإيماء تعريض بحقارة الشيطان؛ لأنه إذا كان اتباعه يترتب عليه الخسران كان محقرا مهانا، و قد يقال: إن إهانته تفهم من العلم بقباحة اتباعه مع قطع النظر عن جنس الخبر؛ إلا أن يقال: إنه يحصل بواسطة الإيماء لجنس الخبر إهانة أتم مما تحصل به أولا-. ا ه. سم.

(قوله: و قد يجعل) أى: الإيماء المذكور ذريعة إلى تحقيق الخبر أى: تقريره و تثبيته أى: جعله مقررا و ثابتا فى ذهن السامع حتى كأن الإيماء المذكور برهان عليه، و ذلك فيما إذا كانت الصلة تصلح لأن تكون دليلا لوجود الخبر، كما فى البيت المذكور فإنه يصلح؛ لأن يقال: أكل الغول ودها و زالت محبتها لأنها ضربت إلخ، ثم إن ظاهره أن المحقق للخبر نفس الإيماء و ليس كذلك إذ المحقق له فى الحقيقة إنما هو الصلة التى حصل بها الإيماء لا نفس الإيماء (قوله: إن التى ضربت إلخ) أى: إن الحبيبة التى ضربت بيتا،


[1] من البسيط و هو لعبدة بن الطبيب العبشمى فى ديوانه 59، و تاج العروس (كوف)، و معجم البلدان (الكوفة)، و شرح اختيارات المفصل، و انظر الإشارات و التنبيهات/ 38، المفتاح ص 275 تحقيق د/ عبد الحميد هنداوي، و الإيضاح ص 44 تحقيق د/ عبد الحميد هنداوي، و شرح المرشدى على عقود الجمان 1/ 59، و كوفة الجند هى مدينة الكوفة، و روى أبو زيد (بكوفة الخلد) على أنه موضع و قال الأصمعي: إنما هو (بكوفة الجند) و الأول تصحيف و الغول: حيوان خرافى و الشاهد فى أن ضرب البيت بالكوفة و الهجرة إليها فيه إيماء إلى أن طريق بناء الخبر أمر من جنس زوال المحبة، و هو مع هذا يحقق زوال المودة و يقرره حتى كأنه دليل عليه. [انظر حاشية الإيضاح ص 44 تحقيق د/ عبد الحميد هنداوي‌].

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 529
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست