responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 431

و كذا المراد بشباب الزمان زمان ازدياد قواها النامية ...


و الحق عندهم أن الروح ليست شرطا للحياة، بل للفاعل المختار أن يوجد الحياة فى أى جسم أراد، سواء كان فيه روح أو لا، و سواء كان فى صورة الإنسان أو لا، كما وقع فى الجذع الذى حن للنبى- صلّى اللّه عليه و سلّم-.

قال بعض تلامذته: و لك أن تقول: يجوز أن اللّه تعالى أوجد الروح فى الجذع، ثم اتصف بالحياة و تأمله.

(قوله: و كذا المراد) حاصله أن الشباب الذى هو المسند إليه معناه الأصلى:

كون الحياة فى زمن ازدياد قوته، و إنما سمى هذا المعنى شبابا؛ لأن الحرارة الغريزية حينئذ تكون مشبوبة أى: مشتعلة، و قد استعير لكون الزمان فى ابتداء حرارته الملابسة له، و فى ابتداء ازدياد قواه بجامع الحسن فى كل من الابتداءين لما يترتب عليه من نشأة الأفراح و المحاسن، و استعير اسم المشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية- كذا أفاد ابن يعقوب.

إذا علمت هذا فقول الشارح: و كذا المراد أى: مراد المتكلم بشباب الزمان، و قوله ازدياد قواها النامية- الأولى قواه المنمية للنبات؛ لأن الضمير راجع للزمان و هو مذكر، إلا أن يقال أنث الضمير نظرا لكون الزمان مدة، و فى الشيخ يس تبعا للفنرى:

أن ضمير قواها راجع للأرض، و أوردا على ذلك أن شباب الزمان يقوم به، و ازدياد القوى إنما يقوم بها لا بالزمان، و حينئذ فلا يصح تفسير شباب الزمان بازدياد قوى الأرض، و أجاب الشيخ يس بأن فى الكلام حذف مضاف أى: وقت ازدياد قواها، ورد هذا الجواب: بأن الوقت لا يقوم بالزمان، بل هو نفسه، فكيف يفسر به شباب الزمان الذى هو وصف قائم به؟ و أجاب الفنرى بجواب غير هذا بأن يحمل الازدياد على المتعدى؛ لأنه قد يجى‌ء متعديا و يجعل مضافا للمفعول، و الأصل ازدياد الزمان لقواها، و على هذا فمعنى قولك: أحيا الأرض شباب الزمان: أحدث نضارتها ازدياد الزمان لقواها المنمية للنبات، و لا يخفى ما فى هذا كله من التكلف، فالأحسن أن يفسر شباب الزمان بازدياد قوة الأرض بسبب لطافة الهواء و اعتداله و انصباب القطر من السماء فى‌

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست