responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 255

لا يكون من الطرف الأعلى؛ و قد أوضحنا ذلك فى الشرح.


هو عكس الأول؛ لأن الأول يفيد أن حد الإعجاز نوع له فردان: الأعلى و ما يقرب منه، و هذا يفيد أن الطرف الأعلى نوع تحته فردان: حد الإعجاز و ما يقرب منه، و هذا الزعم لبعض شراح الإيضاح، حيث قال: إن قوله و ما يقرب منه: عطف على حد الإعجاز، و المراد بحد الإعجاز: البلاغة فى أقصر سورة، و بما يقرب منه: البلاغة فى مقدار آية أو آيتين، فكأنه قال: و لها طرفان: أعلى، و هو البلاغة القرآنية، أو المراد بحد الإعجاز: كلام يعجز البشر عن الإتيان بمثله: كالقرآن، و القريب من حد الإعجاز أن لا يعجز الكلام البشر و لكن يعجزهم مقدار أقصر سورة عن الإتيان بمثله‌ (قوله: لا يكون من الطرف الأعلى) أى: الذى تنتهى إليه البلاغة؛ و ذلك لأن ما يقرب من حد الإعجاز من المراتب العلية فقط، و لا وجه لجعل تلك المراتب العلية من الطرف الأعلى الذى تنتهى إليه البلاغة؛ لأنه فرد جزئى على أنه حيث كان الطرف الأعلى أمرا واحدا شخصيا لا انقسام له فى جهة. كما هو الأصل فى الطرف، و ذلك كالنقطة التى هى طرف الخط، فإنها لا انقسام لها فى جهة لو كان ما يقرب من حد الإعجاز من ذلك الأعلى لزم عليه انقسام ما لا يقبل القسمة، و الإخبار عن الواحد بمتعدد و كلاهما باطل، فإن قلت: يعتبر الطرف الأعلى واحدا نوعيا من أنواع البلاغة متعدد الأفراد، و من جملة أفراد ذلك النوع: حد الإعجاز و ما يقرب منه، و حينئذ فيصح أن يكون القريب من حد الإعجاز من الطرف الأعلى، قلنا هذا لا يصح لأمور.

الأمر الأول: أنه لا بد من وجه تتحقق به نوعيته الشاملة لأفراده، و به صار جميع الأفراد أعلى، و النوعية بالإعجاز تخرج ما يقرب من حد الإعجاز، فلا يصح الإخبار حينئذ، و النوعية بغيره لم تتبين.

الأمر الثاني: أن التعبير عن النوع إنما يصح بجميع الأفراد لا ببعضها، و هذان الفردان أعنى: حد الإعجاز و ما يقرب منه بعض أفراد النوع، إذ الطرف الأعلى: هو مرتبة الإعجاز، و حده: نهايته، و القريب من نهايته إنما يتناول ما هو أقرب من غيره لتلك النهاية، فلا يتناول مبدأ الإعجاز أى: أول مرتبته و وسط تلك المرتبة مع شمول ذلك‌

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست