نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 256
..........
النوع الذى هو الأعلى لها؛ لأن المراد منه طبيعة الإعجاز، و هى
تتناول جميع مراتبه، فيكون قد عبر عن النوع ببعض أفراده مثلا، إذا فرضنا أن
الإعجاز مرتبة تحتها أفراد سبعة، فالمبتدأ: هو الأول، و النهاية: هو الآخر، و
الوسط: الخمسة الباقية، و القريب من النهاية: الذى هو بعض أفراد الوسط لا يتناول
جميعها، و إنما يتناول بعضها: كالخامس و السادس، فقوله أعلى: هذا إشارة للنوع الذى
هو طبيعة الإعجاز، و قوله حد الإعجاز: إشارة للفرد الأعلى، و قوله و ما يقرب منه:
إشارة للفرد الخامس و السادس فقط، فيكون قد عبر عن النوع ببعض أفراده لا بجميعها و
هذا لا يصح، ورد هذا العلامة اليعقوبى[1]بقوله: لك أن تقول إن نوع الأعلى يشمل نوعين: حد
الإعجاز، و ما يقرب منه، و حينئذ فيكون تعبيرا عن النوع بجميع أفراده، فالإخبار
صحيح كما يقال الإنسان زنجى و غيره، و ما قاله ذلك العلامة مبنى على أن المراد بالحد
فى كلام المصنف المرتبة، و أن الإضافة بيانية أى: مرتبة هى الإعجاز كما مر، فعلى
هذا ما يقرب منه ليس معجزا، فيجعل الإعجاز بسائر مراتبه مع ما يقرب منه نفس ذلك
النوع، و أما ما قلناه من لزوم التعبير عن الجنس ببعض أفراده، فمبنى على أن
الإضافة حقيقة، و أن المراد بحد الإعجاز نهايته. أى: المرتبة العليا من مراتبه، لا
المرتبة المتسعة الشاملة لعدة مراتب.
الأمر الثالث: أن التعبير بالأفراد عن النوع لا يصح هنا، و لو سلمنا
أن هنا تعبيرا عن الجنس بجميع أفراده، لأن الطرفية من الأحكام الخاصة بالطبيعة
التى هى الماهية؛ لأن الطرفية إنما تثبت لطبيعة الإعجاز من حيث هى؛ لأن الوحدة
لازمة للطرف، و هى إنما تثبت لطبيعته من حيث هى، إذ عند ملاحظة الأفراد يثبت
التعدد لا الطرفية، نظير ذلك النوعية الخاصة بماهية الإنسان، فكما أنه لا يصح أن
يقال: النوع
[1]هو سليم بن حسن اليعقوبي؛ أبو الإقبال شاعر، كثير النظم له
علم بالفقه و الأدب من مصنفاته" حسنات اليراع" و" المنهج الرفيع فى
المعانى و البيان و البديع" و" حسان بن ثابت: و غير ذلك توفى سنة 1359
ه.
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 256