نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 175
و احترز به عن [مثل زيد][1]أجلل، و شعره مستشزر، و أنفه مسرج. و قيل: هو
حال من الكلمات، و لو ذكره بجنبها لسلم من الفصل بين الحال و ذيها بالأجنبى؛ و فيه
نظر؛ لأنه حينئذ يكون قيدا للتنافر لا للخلوص، و يلزم أن يكون الكلام المشتمل على
تنافر الكلمات ...
فقولنا إذا جعل ظرفا لغوا يقتضى تعلق الخلوص بفصاحة الكلمات، و
معيتها مع الفاعل مبنى على مذهب الجمهور، و قولنا: يقتضى معيتها مع المجرور بمن
مبنى على قول الأخفش؛ تأمل.
(قوله: و احترز
به عن مثل زيد أجلل، و شعره مستشزر، و أنفه مسرج)أى:
فإن كل واحد من هذه الثلاثة و إن كان كلاما خاليا عن ضعف التأليف و
من تنافر الكلمات و من التعقيد، إلا أن كلماته غير فصيحة لأن الكلام الأول فيه
كلمة غير فصيحة و هى" أجلل"؛ لمخالفتها للقياس الصرفي، و الكلام الثانى
فيه كلمة غير فصيحة و هى" مستشزر"؛ لأن حروفها متنافرة، و الكلام الثالث
فيه كلمة غير فصيحة و هى" مسرج"؛ لكونها غريبة. (قوله: و لو ذكره)أى الحال، و قوله:" بجنبها" أى: الكلمات و هذه من جملة
القيل. (قوله: و ذيها)أى: صاحبها و إضافة ذى للضمير شاذة؛ لأنها إنما
تضاف لاسم جنس ظاهر، و أما قولهم:" لا يعرف الفضل إلا ذووه" فشاذ، و
قوله:
" بالأجنبي"
أى: و هو التعقيد؛ لأنه ليس معمولا لعامل الحال و هو التنافر، بل معمول للخلوص. (قوله: لأنه حينئذ)أى: لأن الظرف" حين" إذ جعل حالا من
الكلمات يكون قيدا للتنافر الداخل تحت النفى و هو الخلوص فيكون النفى داخلا على
المقيد بالقيد المذكور، و القاعدة أن النفى إذا دخل على مقيد بقيد توجه للقيد فقط،
فيكون المعتبر فى فصاحة الكلام انتفاء فصاحة الكلمات مع وجود التنافر و هذا عكس
المقصود إذ المقصود انتفاء التنافر مع وجود فصاحة الكلمات و حينئذ فيلزم ذلك
القائل أن يدخل فى الفصيح ما ليس بفصيح، فيكون التعريف غير مانع، بل يلزمه عدم صدق
التعريف على شىء من أفراد المعرف، فقول الشارح" و يلزم إلخ" الأولى
التفريع بالفاء.