نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 17
..........
موضوعة للارتباط المقيد بالإلصاق فأطلقت عن ذلك، و استعملت فى
الارتباط على وجه الاستعانة، فهو مجاز مرسل بمرتبتين علاقته ما ذكر. هذا إذا كان
استعمال الباء فى الاستعانة من حيث خصوصها، و أما إن كان الاستعمال فيها من حيث
إنها جزئى من جزئيات مطلق ارتباط كان المجاز بمرتبة و هى الإطلاق على ما فيه من
الخلاف، ثم حيث نقلت الباء من معناه الأصلى، و هو الإلصاق للاستعانة، فحق
الاستعانة أن تكون بالذات لا بالاسم، و هنا قد جعلها بالاسم فيكون ذلك مجازا على
مجاز، أما المجاز المبنى عليه فقد علمته، و أما المبنى فتقريره أن يقال: شبه
الارتباط الواقع بين مطلق مستعان فيه و اسم المستعان به، بالارتباط الواقع بين
مطلق مستعان فيه و ذات المستعان به، فسرى التشبيه للجزئيات، فاستعيرت الباء
الموضوعة للارتباط بين المستعان فيه و نفس المستعان به الخاصين للارتباط بين
المستعان فيه و اسم المستعان به الخاصين، على طريق الاستعارة التبعية. هذا و قد
وقع خلاف فى بناء المجاز على المجاز: فقال بعضهم بمنعه؛ لأن فيه أخذ الشىء من غير
مالكه؛ لأن الحق فى اللفظ إنما هو للمعنى الحقيقىّ و المجازىّ أخذه تطفلا، و قال
بعضهم بالجواز؛ لأن اللفظ لما نقل للمعنى المجازى بالعلاقة صار كأنه موضوع له
خصوصا، و قد قالوا: إن المجاز موضوع بالوضع النوعى، و جعل من ذلك قوله تعالى:
وَ لكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا[1]، فإن السر ضد الجهر، ثم أطلق على الوطء مجازا؛
لأنه لا يكون غالبا إلا سرّا، ثم استعمل اللفظ فى سببه و هو العقد، و حينئذ
فاستعمال السر فى العقد مجاز مبنى على مجاز. ثم اعلم أنه على القول بالجواز تعتبر
علاقة المجاز الثانى بينه و بين المجاز الأول، لا بينه و بين المعنى الحقيقى.
المبحث الثانى: الجار و المجرور فى البسملة متعلّق بمحذوف، و حينئذ
ففيها مجاز بالحذف بناء على قول من يقول: إن الحذف مجاز مطلقا، و أما على قول من
يقول:
ليس بمجاز مطلقا، و كذا على قول من يقول: إنه مجاز إذا تغير بسببه
إعراب الباقى