نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 128
و هم كما سنبين إن شاء اللّه تعالى.
و لما انجر
كلامه فى آخر هذه المقدمة إلى انحصار المقصود فى الفنون الثلاثة ناسب ذكرها بطريق
التعريف العهدى بخلاف المقدمة؛ ...
فى الفنون الثلاثة، و المقدمة غير حاصر إذ من جملة أجزاء الكتاب الخاتمة، فكان على
الشارح ذكرها (قوله: و هم) بفتح الهاء. أى: غلط و المراد به الخطأ؛ لأن
الغلط إنما يستعمل فى خطأ اللسان و خطأ الذهن كما هنا لا يقال: فيه غلط بل خطأ (قوله: كما
سنبين) أى: فى أول الخاتمة نقلا عن المصنف فى الإيضاح أن الخاتمة من الفن
الثالث.
قال الشارح
هناك: و مما يدل على ذلك أن المصنف حصر فى آخر المقدمة أجزاء الكتاب فى الفنون
الثلاثة، و لم يلتفت لذكر الخاتمة (قوله: إلى انحصار المقصود) أى: بالذات.
(قوله: بطريق
التعريف العهدى) أى: الذكرى. إن قلت: إن أل التى لتعريف العهد الذكرى ضابطها أن
يتقدم ذكر لمدخولها، و ما هنا ليس كذلك، إذ لم يسبق على العنوان فى التراجم تعبير
بعنوان فن أول و فن ثان. و فن ثالث، و إنما الذى ذكره فى آخر المقدمة ما يحترز به
عن الخطأ فى تأدية المعنى المراد فهو علم المعاني، و ما يحترز به عن التعقيد
المعنوى فهو علم البيان، و ما يعرف به وجوه تحسين الكلام فهو علم البديع، و لا شك
أن هذا العنوان غير عنوان الفن الأول، و الفن الثانى، و الفن الثالث، و حينئذ فلا
يصح جعلها للعهد الذكرى، و أجيب بأن أل التى للعهد لذكرى يكتفى بتقدم ذكر مدخولها
تقديرا كما هنا، و توضيح ذلك أن المصنف لما أخبر فى آخر المقدمة أن علم البلاغة
منحصر فى علم المعانى و البيان و البديع، و ذكر أن واحدا يحترز به عن الخطأ فى
تأدية المعنى المراد، و واحدا يحترز به عن التعقيد المعنوى، و واحدا يعرف به وجوه
محسنات الكلام علم أنها فنون. أى: ضروب مختلفة، و معلوم مما تقدم من قوله (لما كان
علم البلاغة و توابعها) إلى قوله (ألفت مختصرا) أن مقصود الكتاب منحصر فى علم
البلاغة و توابعها فحصل لنا مقدمتان: مقصود الكتاب منحصر فى علم البلاغة و
توابعها، و علم البلاغة منحصر فى فنون ثلاثة: ينتج مقصود الكتاب منحصر فى فنون
ثلاثة، و معلوم أن الفنون الثلاثة المذكورة فى الكتاب يكون واحد منها أول، و واحد
ثان، و واحد ثالث،
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 128