نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 129
فإنه لا مقتضى لإيرادها بلفظ المعرفة فى هذا المقام، و الخلاف فى
أن تنوينها ...
فعلم أن مقصود الكتاب فنون ثلاثة موصوفة بالأولية، و الثانوية، و الثالثية، و أنها
علم المعانى و البيان و البديع، إلا أن النسبة بينها مجهولة إذ لا يعلم أن الفن
الأول هو علم المعانى أو البيان أو البديع، فيقال لإفادة النسبة الفن الأول. أى:
من الفنون التى علم انحصار مقصود الكتاب فيها علم المعاني، و الفن الثانى علم
البيان، و الفن الثالث علم البديع، فهذه التراكيب الثلاثة من قبيل قولنا: المنطلق
زيد من جهة أن كلا من طرفى الجملة معلوم، و المجهول الانتساب، فتدبر ذلك. أفاد ذلك
العلامة عبد الحكيم و الفنارى[44]، و أجاب الحفيد و غيره بما
حاصله أن (أل) التى للعهد الذكرى هى التى تقدم مصحوبها صريحا، أو كناية كما يأتي،
و ما هنا من قبيل الثاني، لأن الفن الأول و الثانى و الثالث قد ذكرت سابقا بعنوان
ما يحترز به عن الخطأ فى تأدية المعنى المراد، و ما يحترز به عن الخطأ فى التعقيد
المعنوى، و ما يعرف به وجوه التحسين، فإن هذه الأمور مشهورة الإتصاف بالعنوان
المذكور. أى: الفن الاول، و الفن الثاني، و الفن الثالث؛ إذ مدلول الفن الأول
القواعد المخصوصة، و كذا مدلول الفن الثانى و الثالث؛ فيكون من التقديم الكنائى
على حد قوله تعالى: وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى[45] فإنه إشارة
لما سبق ذكره كناية فى قوله: رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي
مُحَرَّراً[46] فإن لفظ ما و إن كان
يعم الذكور و الإناث، لكن التحرير و هو أن يعتق الولد لخدمة بيت المقدس إنما كان
للذكور دون الإناث، و كذلك الفن الأول إشارة إلى ما سبق ذكره كناية فى قوله: و ما
يحترز به عن الخطأ إلخ؛ فإن ما و إن كانت تعم الفن الأول و غيره، و لكن الاحتراز عن
الخطأ المذكور إنما هو بالفن الأول، و كذا يقال فى الفن الثانى و الثالث. (قوله: فإنه لا
مقتضى إلخ) أى: فنكرها لأن الأصل فى الأسماء التنكير، و لا مقتضى للعدول عنه
إلى
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 129