نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 126
لأن المذكور فيه إما أن يكون من قبيل المقاصد ...
بأن هذا لا يتم؛ و ذلك لأن الخطبة من جملة المختصر فكان على الشارح أن يزيدها، و
أجيب بأن المراد رتب ما هو المقصود من المختصر فى الجملة أى: سواء كان مقصودا
بالذات كالفنون الثلاثة و ما يتعلق بها من الأمثلة و الشواهد، و اعتراضات المصنف
على السكاكى أو مقصودا بالتبع كالمقدمة فإنها مقصودة تبعا للعلم الذى ألف فيه
المختصر للانتفاع بها فيه و حينئذ فخرجت الخطبة؛ لأنها ليست واحدا منهما (قوله على
مقدمة) اعترض بأن الترتيب وضع كل شيء فى مرتبته و هو لا يتعدى بعلى، و
أجيب بأنه ضمن الترتيب معنى الاشتمال تضمينا نحويا أى: جعل المختصر مشتملا على
مقدمة، فالظرف على هذا لغو متعلق برتب، أو أنه ضمن الترتيب معنى الاشتمال تضمينا
بيانيا، و هو جعل اسم فاعل الفعل المتروك حالا من معمول الفعل المذكور، فعلى هذا
يكون الظرف مستقرا متعلقا بمحذوف حال. أى: رتب المصنف أجزاء المختصر أى: جعلها
مرتبة بحيث يطلق عليها اسم الواحد حال كونه مشتملا على مقدمة، ثم إن ترتيب المختصر
و اشتماله على هذه الأمور الأربعة من ترتيب و اشتمال الكل على أجزائه؛ لأن المختصر
ألفاظ و كذلك المقدمة و الفنون الثلاثة؛ لأن كلا منها اسم للقضايا الكلية التى هى
القواعد و الضوابط و معلوم أنها ألفاظ لما مر أن القاعدة قضية كلية. (قوله: لأن
المذكور فيه) من ظرفية الأجزاء فى الكل؛ لأن المذكور فيه قضايا و قواعد و هى
ألفاظ (قوله: إما أن يكون إلخ) خبر أن بحذف مضاف إما مع الاسم. أى: لأن حال
المذكور، أو مع الخبر أى: لأن المذكور فيه إما ذو أن يكون، أو يقال فرق بين المصدر
الصريح و المؤول كما ذكره فى نحو هذا (قوله: من قبيل المقاصد) أى بالذات، و إلا
فالمقدمة مقصودة فى الفن، لكن تبعا و أقحم لفظ قبيل لإدراج الأمثلة و الشواهد فى
الفنون الثلاثة، و لو قال إما أن يكون من المقاصد لخرج ما ذكر؛ لأن المقاصد عبارة
عن القواعد فقط.
و الحاصل أن
الأمثلة و الشواهد و الاعتراضات ليست من المقاصد و إنما هى مكملة لها، و حينئذ فهى
من قبيلها و من ناحيتها فأقحم لفظ قبيل لإدخالها فى المقاصد، و لعل فى الكلام حذفا
و الأصل إما أن يكون من المقاصد، أو من قبيلها تأمل.
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 1 صفحه : 126