responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 132

و ما ربة القرط المليح مكانه‌

 

بأجزع من ربّ الحسام المصمّم‌ [1]

فلو كان ما بى من حبيب مقنّع‌

 

عذرت و لكن من حبيب معمّم‌

رمى و اتقى رميى و من دون ما اتّقى‌

 

هوى كاسر كفّى و قوسى و أسهمى‌

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه‌

 

و صدّق ما يعتاده من توهّم‌

 

فإنه كنى عن سيف الدولة أولا بالحبيب المعمّم، ثم وصفه بالغدر الذى يدّعى أنه من شيمة النساء، ثم لامه على مبادهته بالعدوان، ثم رماه بالجبن لأنه يرمى و يتقى الرمى بالاستتار خلف غيره، على أن المتنبى لا يجازيه على الشرّ بمثله لأنه لا يزال يحمل له بين جوانحه هوى قديما يكسر كفه و قوسه و أسهمه إذا حاول النضال، ثم وصفه بأنه سيى الظن بأصدقائه لأنه سيئ الفعل كثير الأوهام و الظنون حتى ليظن أن الناس جميعا مثله فى سوء الفعل و ضعف الوفاء. فانظر كيف نال المتنبى من سيف الدولة هذا النيل كله من غير أن يذكر من اسمه حرفا.

هذا، و من أوضح ميزات الكناية التعبير عن القبيح بما تسيغ الآذان سماعه. و أمثلة ذلك كثيرة جدّا فى القرآن الكريم و كلام العرب، فقد كانوا لا يعبّرون عما لا يحسن ذكره إلّا بالكناية، و كانوا لشدّة نخوتهم يكنون عن المرأة بالبيضة و الشاة.

و من بدائع الكنايات قول بعض العرب:

ألا يا نخلة من ذات عرق‌

 

عليك و رحمة اللّه السّلام‌ [2]

 

فإنه كنّى بالنخلة عن المرأة التى يحبها.

و لعلّ هذا المقدار كاف فى بيان خصائص الكناية و إظهار ما تضمنته من بلاغة و جمال.


[1] القرط: ما يعلق فى شحمة الأذن، و الحسام: السيف القاطع، و المصمم: الذى يصيب المفاصل و يقطعها، يقول: لم تكن المرأة الحسناء بأجزع على فراقى من الرجل الشجاع.

[2] ذات عرق: موضع بالبادية و هو مكان احرام أهل العراق.

نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست