responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 133

أثر علم البيان فى تأدية المعانى‌

ظهر لك من دراسة علم البيان أنّ معنى واحدا يستطاع أداؤه بأساليب عدّة و طرائق مختلفة، و أنّه قد يوضع فى صورة رائعة من صور التشبيه، أو الاستعارة، أو المجاز المرسل، أو العقلى، أو الكناية.

فقد يصف الشاعر إنسانا بالكرم فيقول:

يريد الملوك مدى جعفر

 

و لا يصنعون كما يصنع‌

و ليس بأوسعهم فى الغنى‌

 

و لكنّ معروفه أوسع‌

 

و هذا كلام بليغ جدّا مع أنه لم يقصد فيه إلى شبيه أو مجاز، و قد وصف الشاعر فيه ممدوحه بالكرم و أن الملوك يريدون أن يبلغوا منزلته، و لكنهم لا يشترون الحمد بالمال كما يفعل، مع أنه ليس بأغنى منهم و لا بأكثر مالا.

و قد يعمد الشاعر عند الوصف بالكرم إلى أسلوب آخر فيقول:

كالبحر يقذف للقريب جواهرا

 

جودا و يبعث للبعيد سحائبا

 

فيشبّه الممدوح بالبحر، و يدفع بخيالك إلى أن يضاهى بين الممدوح و البحر الذى يقذف الدرر للقريب و يرسل السحائب للبعيد.

أو يقول:

هو البحر من أىّ النواحى أتيته‌

 

فلجّته المعروف و الجود ساحله‌

 

فيدعى أنه البحر نفسه و ينكر التشبيه نكرانا يدل على المبالغة و ادعاء المماثلة الكاملة

أو يقول:

علا فما يستقرّ المال فى يده‌

 

و كيف تمسك ماء قنّة الجبل‌

 

فيرسل إليك التشبيه من طريق خفىّ ليرتفع الكلام إلى مرتبة أعلى فى البلاغة، و ليجعل لك من التشبيه الضمنىّ دليلا على دعواه، فإنه ادعى‌

نام کتاب : البلاغة الواضحة، البيان و المعاني و البديع للمدارس الثانوية نویسنده : علی جارم    جلد : 0  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست