و قال
المفيد رحمه اللّه: المؤلّفة ضربان: مسلمون و مشركون[2]. و به قال
الشافعيّ[3].
و قسّمهم
الشافعيّ قسمة أوّليّة إلى قسمين: مسلمين، و مشركين، فالمشركون ضربان: أحدهما: لهم
شرف و طاعة في الناس، و حسن نيّة في الإسلام- مثل: صفوان بن أميّة[4]- فهؤلاء
يعطون من غير الصدقة، بل من سهم المصالح، لما روي أنّ صفوان لمّا أعطاه النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله الأمان يوم فتح مكّة خرج معه إلى هوازن، و استعار النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله منه ثلاثين درعا، و كانت أوّل الحرب على المسلمين، فقال
قائل: غلبت هوازن و قتل محمّد صلّى اللّه عليه و آله، فقال صفوان: بفيك الحجر،
لربّ قريش أحبّ إلينا من ربّ هوازن[5]. و لمّا أعطى
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله العطايا، قال صفوان: مالي، فأومأ رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله إلى واد فيه إبل محمّلة، فقال: «هذا لك» فقال صفوان: هذا عطاء من
لا يخشى الفقر[6].
و الثاني:
مشركون ليس لهم نيّة حسنة في المسلمين، و لا رغبة في الإسلام، بل يخاف
[4] صفوان
بن أميّة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ، قتل أبوه يوم بدر كافرا، و هرب
صفوان يوم فتح مكّة و أسلمت امرأته، و حضر وقعة حنين قبل أن يسلم ثمَّ أسلم، و ردّ
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله امرأته بعد أربعة أشهر، أعطاه النبيّ صلّى اللّه
عليه و آله يوم حنين من الغنائم فأكثر، روى الترمذيّ عن سعيد بن المسيّب عن صفوان
بن أميّة قال: أعطاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوم حنين و إنّه لأبغض
الخلق إليّ فما زال يعطيني حتّى إنّه لأحبّ الخلق إليّ. مات بمكّة سنة 42 ه أوّل
خلافة معاوية، و قيل غير ذلك. أسد الغابة 3: 22، الإصابة 2: 187، الاستيعاب بهامش
الإصابة 2: 183، سنن الترمذيّ 3: 53 الحديث 666.
[5] صحيح
مسلم 4: 1806 الحديث 2313، سنن الترمذيّ 3: 53 الحديث 666، مسند أحمد 6: 465،
المعجم الكبير للطبرانيّ 8: 51 الحديث 7339، 7340، الإصابة 2: 187، الاستيعاب
بهامش الإصابة 2: 183، أسد الغابة 3: 22.
[6] سنن
البيهقيّ 7: 19، و أورده ابنا قدامة في المغني 7: 320، و الشرح الكبير بهامش
المغني 2: 693.
نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 8 صفحه : 339