احتجّ أبو
حنيفة بأنّه يمكنه أن يؤدّي صلاته بقراءة، و القراءة واجبة فيجب الطريق إليها.
احتجّ
الآخرون[3] بأنّ رجلا جاء إلى النبيّ صلّى اللّٰه عليه و آله
فقال: إنّي لا أستطيع أن آخذ شيئا من القرآن، فقال: «قل: سبحان اللّٰه و
الحمد للّٰه»[4]. و لم يأمره بالائتمام بالقارئ.
لتمكّن
المأموم من القراءة و عجز الإمام، فلا يصحّ التحمّل. و يجوز أن يؤمّ بمثله،
لتساويهما في الأفعال، فكانا كالأمّيّين و الصحيحين.
فروع:
الأوّل: لا
بأس بإمامة التمتام، و هو الذي يردّد التاء ثمَّ يأتي بها. و كذا ألفا فاء، و هو
الذي يردّد الفاء ثمَّ يأتي بها، لأنّهما يكرّران الحروف و لا يسقطانها.
و قال الشيخ:
التمتام: الذي لا يؤدّي التاء، و ألفا فاء: الذي لا يؤدّي الفاء[6]. و على هذا
التفسير لا يجوز الائتمام به للصحيح، و الأقرب أنّ الشيخ عنى أنّهما لا يؤدّيان
الحرفين إلّا بمشقّة.
قال صاحب
الصّحاح: التمتام الذي في لسانه تمتمة، و هو الذي يردّد في التاء و ألفا فاء
[1]
المبسوط للسرخسيّ 1: 181، الهداية للمرغينانيّ 1: 58، شرح فتح القدير 1: 327، حلية
العلماء 2: 204، 205.
[2]
المجموع 3: 379 و ج 4: 268، الهداية للمرغينانيّ 1: 58، شرح فتح القدير 1: 327،
328.