[البحث] الأوّل في وجوب الجزية و من تؤخذ منه
مسألة: الجزية هي الوظيفة المأخوذة من أهل الكتاب لإقامتهم بدار الإسلام، في كلّ عام،
و هي فعلة من جزى يجزي، إذا قضى.
قال اللّه تعالى: وَ اتَّقُوا يَوْماً لٰا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً* [1].
و تقول العرب: جزيت ديني: إذا قضيته [2].
إذا عرفت هذا: فالجزية واجبة بالنصّ و الإجماع.
قال اللّه تعالى: قٰاتِلُوا الَّذِينَ لٰا يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ لٰا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ لٰا يُحَرِّمُونَ مٰا حَرَّمَ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ لٰا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ حَتّٰى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صٰاغِرُونَ [3].
و روى الجمهور عن المغيرة بن شعبة أنّه قال لجند كسرى يوم نهاوند: أمرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن نقاتلكم حتّى تعبدوا اللّه وحده أو تؤدّوا الجزية [4].
[2] لسان العرب 14: 145.
[3] التوبة [9] : 29.
[4] صحيح البخاريّ 4: 118، المغني 10: 557، الشرح الكبير بهامش المغني 10: 575.