نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 14 صفحه : 282
فله ألف، فردّه جماعة، استحقّوا الألف، و كانت الجماعة كالواحد.
الثالث: لو كتب بعض
المسلمين إلى المشركين بخبر الإمام و ما عزم عليه
من قصدهم و
يذكر أحواله، فإنّه لا يقتل بذلك؛ لما روي أنّ حاطب بن أبي بلتعة[1] كتب إلى
قريش يخبرهم بقصد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله إيّاهم، فأعلمه اللّه تعالى، فأنفذ
بعليّ عليه السلام و الزبير و المقداد خلف المرأة التي حملت الكتاب و كانت جنّته[2] في عقصتها[3]، فأخذ
الكتاب، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: ما حملك على هذا يا حاطب؟ فقال: يا
رسول اللّه، لا تعجل عليّ إنّي كنت امرأ ملصقا[4] في قريش و
لم أكن من أنفسها، و إنّ قريشا لهم بها قرابات يحمون بها أهليهم بمكّة فأحببت إذ
فاتني ذلك أن أتّخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي، و اللّه ما بي كفر و لا ارتداد،
فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «صدقكم» فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق،
فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «قد شهد بدرا و ما يدريك إنّ اللّه تعالى
اطّلع على
[1]
حاطب بن أبي بلتعة اللخميّ، يكنّى أبا عبد اللّه، و قيل: يكنّى أبا محمّد، أنزل
اللّه فيه: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لٰا تَتَّخِذُوا
عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيٰاءَ ... الممتحنة
[60] : 1،
و سبب ذلك أنّ حاطبا كتب إلى أهل مكّة قبل حركة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
إليها عام الفتح يخبرهم ببعض ما يريده بهم من الغزو إليهم و بعث كتابه مع امرأة،
فنزل جبرئيل بذلك على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فبعث في طلب المرأة عليّ بن
أبي طالب عليه السلام و الزبير أو المقداد فأدركا المرأة و أخذا الكتاب- و قيل: مع
كليهما- و وقف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حاطبا فاعتذر و أراد عمر قتله،
فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: إنّه شهد بدرا، مات سنة 30 ه و صلّى
عليه عثمان. المغازي للواقديّ 2: 797، أسد الغابة 1: 361- 362، الإصابة 1: 300،
الاستيعاب بهامش الإصابة 1: 348.
[2] ق:
خبّته. جنّ الشيء: ستره. لسان العرب 13: 92.
[3] قال
ابن الأثير: فأخرجت الكتاب من عقاصها أي: ضفائرها، جمع: عقيصة أو: عقصة. النهاية
3:
276.
[4]
الملصق: الرجل المقيم في الحيّ و ليس منهم بنسب. النهاية لابن الأثير 4: 249.
نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 14 صفحه : 282