إذا عرفت
هذا: فإنّ الغنيمة كانت محرّمة فيما تقدّم من الأديان، و كانوا يجمعون الغنيمة،
فتنزل النار من السماء فتأكلها، فلمّا أرسل اللّه تعالى محمّدا صلّى اللّه عليه و
آله، أنعم بها عليه، فجعلها له خاصّة.
و قد روي عن
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال: «أحلّ لي الخمس و لم يحلّ لأحد قبلي ... و
جعلت لي الغنائم»[4].
و قال عليه
السلام: «أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد قبلي» و ذكر فيها «و أحلّت لي الغنائم»[5].
إذا ثبت
هذا: فإنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كان مختصّا بالغنائم؛ لقوله تعالى:
يَسْئَلُونَكَ
عَنِ الْأَنْفٰالِ قُلِ الْأَنْفٰالُ لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ
فَاتَّقُوا اللّٰهَ وَ أَصْلِحُوا ذٰاتَ بَيْنِكُمْ[6] نزلت يوم
بدر لمّا تنازعوا في الغنائم، فلمّا نزلت، قسّمها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله، و أدخل معهم جماعة لم تحضر الوقعة؛ لأنّها كانت له عليه السلام يصنع بها ما
شاء، ثمّ نسخ ذلك و جعلت للغانمين خاصّة أربعة أخماسها، و الخمس الباقي
[1]
حلية العلماء 7: 690، المهذّب للشيرازيّ 2: 317، العزيز شرح الوجيز 7: 326، الحاوي
الكبير 8: 388، مغني المحتاج 3: 93، السراج الوهّاج: 351.