نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 14 صفحه : 154
لم يلتفت إليهم؛ لأنّ الإمام أتى بما في وسعه من الإخبار بالنقض و
الشهادة، و إنّما التقصير من جهتهم[1] حيث اختاروا للترجمة خائنا، إلّا أن يعلم من حضر من المسلمين أنّ
الترجمان خانهم، فيقبل قولهم حينئذ.
مسألة: قد بيّنّا أنّ
الرسول أمين للحاجة الداعية إلى المراسلة
فلو خاف
الإمام أن يكون الرسول قد رأى عورة للمسلمين يدلّ عليها العدوّ، جاز له منعه من
الرجوع، و كذا يمنع التاجر لو انكشف على عورة ينبغي إخفاؤها عن المشركين، و يجعل
عليهما حرسا يحرسونهما؛ نظرا للمسلمين و دفعا للفتنة عنهم.
و لو حضر
قتال و احتاج الإمام إلى شغل الحرس و خاف انفلاتهما، جاز له أن يقيّدهما حتّى
ينقضي الشغل؛ للضرورة، و الثابت للضرورة يتقدّر بقدرها.
و لو لم يخف
الإمام منهما أنفذهما، فإن خافا من اللصوص، فينبغي أن يرسل معهما من يبلغهما
مأمنهما؛ لقوله تعالى: ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ[3].
و يجوز
الاستئجار عليه من بيت المال، و كذا مئونتهما تكون من بيت المال في الموضع الذي
يمنعهما من الرجوع؛ لأنّ ذلك كلّه لمصلحة المسلمين.