و أمّا هذا
الرمي، فإنّه للجمرات الثلاث، كلّ جمرة بسبع حصيات في اليوم الحادي عشر من ذي
الحجّة، و هو أوّل أيّام التشريق، و في اليوم الثاني عشر، و هو ثانيها، و في اليوم
الثالث عشر و هو ثالث أيّام التشريق، فيرمي في كلّ يوم الجمرات الثلاث، بإحدى و
عشرين حصاة، يبدأ بالجمرة الأولى، و هي أبعد الجمرات من مكّة، و يلي مسجد الخيف.
و ليرمها عن
يسارها من بطن المسيل بسبع حصيات يرميهنّ خذفا، و يكبّر مع كلّ حصاة، و يدعو، ثمّ
يقوم عن يسار الطريق و يستقبل القبلة، و يحمد اللّه و يثني عليه، و يصلّي على
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ ليتقدّم قليلا، و يدعو و يسأله أن يتقبّل منه،
ثمّ يتقدّم و يرمي الجمرة الثانية، و يصنع عندها كما صنع عند الأولى، و يقف و يدعو
بعد الحصاة السابعة، ثمّ يمضي إلى الثالثة، و هي جمرة العقبة يختم بها الرمي،
فيرميها كما رمى الأوليين، إلّا أنّه لا يقف عندها، و لا نعلم في ذلك كلّه خلافا.
روى الجمهور
عن عائشة، قالت: أفاض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من آخر يومه حين[2] صلّى
الظهر، ثمّ رجع إلى منى فمكث بها ليالي التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس كلّ
جمرة بسبع حصيات يكبّر مع كلّ حصاة، و يقف عند الأولى و الثانية، فيطيل القيام و
يتضرّع، و يرمي الثالثة و لا يقف عندها[3].
و من طريق
الخاصّة ما رواه الشيخ- في الصحيح- عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّه عليه
السلام، قال: «ارم في كلّ يوم عند زوال الشمس و قل كما قلت