نام کتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب نویسنده : العلامة الحلي جلد : 11 صفحه : 12
عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهليّة، فاجتاز[1] رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حتّى
أتى عرفة، فوجد القبّة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها حتّى إذا زاغت الشمس أمر
بالقصواء[2]
فرحلت له فأتى بطن الوادي، فخطب الناس و قال: إنّ دماءكم و أموالكم حرام عليكم،
كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا إنّ كلّ شيء من أمر الجاهليّة
تحت قدميّ موضوع، و دماء الجاهليّة موضوعة، و إنّ أوّل دم أضعه من دمائنا دم ابن
ربيعة بن الحارث[3]
كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل[4]، و ربا الجاهليّة موضوع، و أوّل ربا أضع ربانا ربا عبّاس بن عبد
المطّلب؛ فإنّه موضوع كلّه، فاتّقوا اللّه في النساء فإنّكم أخذتموهنّ بأمانة
اللّه، و استحللتم فروجهنّ بكلمة اللّه، و لكم عليهنّ أن لا يوطئن فرشكم أحدا
تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضربا غير مبرّح، و لهنّ عليكم رزقهنّ و كسوتهنّ
بالمعروف، و قد تركت فيكم ما لن تضلّوا بعده إن اعتصمتم به[5]: كتاب اللّه، و أنتم تسألون عنّي، فما أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت و أدّيت و نصحت، فقال بإصبعه السبّابة يرفعها إلى
السماء و ينكبها إلى الناس[6]: اللهمّ اشهد
[2]
القصواء: الناقة التي قطع طرف أذنها ... و لم تكن ناقة النبيّ صلّى اللّه عليه و
آله قصواء و إنّما كان هذا لقبا لها. النهاية لابن الأثير 4: 75.
[3] ربيعة
بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف القرشيّ الهاشميّ يكنّى أبا أروى، و
هو ابن عمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و هو الذي قال فيه رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله: «و إنّ أوّل دم أضعه دم ربيعة بن الحارث» و ذلك أنّه قتل لربيعة
في الجاهليّة ابن اسمه آدم، و قيل: تمام، مات سنة 23 ه بالمدينة في خلافة عمر.
أسد الغابة
2: 166، الإصابة 1: 506، الاستيعاب بهامش الإصابة 1: 505.