نام کتاب : مختلف الشيعة في أحكام الشريعة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 3 صفحه : 38
و عبد اللّه ثقة، و الظاهر أنّه لا يرسل عن بعض أصحابنا إلا و المسند
إليه ثقة، و الطريق الى عبد اللّه بن المغيرة صحيح.
و لأن وصف
الصلاة التي صلاها رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- بذات الرقاع[1] مشهورة
منقولة من طرق يعتمد عليها[2]، و قد صلاها مقصورة
جماعة فيكون كذلك افرادا، إذ الجمع لا يقتضي قصر الصلاة كغيرها من الفرائض.
و لأنّ
الخوف مناسب للقصر فيكون موجبا له كالجماعة.
قال الشيخ
في الخلاف: الدليل على القصر سفرا و حضرا قوله تعالى وَ
إِذٰا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلٰاةَ فَلْتَقُمْ
طٰائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ ... الآية وجه الاستدلال من وجهين:
الأوّل:
قوله تعالى فَلْتَقُمْ طٰائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ ...
فَإِذٰا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرٰائِكُمْ يعني تجاه
العدو، فقد أخبر إنهم يفعلون قياما و سجودا فقط، و ثبت أنّهم انّما يصلّون ركعة
واحدة.
الثاني: قوله
تعالى وَ لْتَأْتِ طٰائِفَةٌ أُخْرىٰ لَمْ يُصَلُّوا
فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ يعني يصلّون صلاتهم معك، و الذي بقي عليه ركعة واحدة.
فثبت انّ الذي يصلّون معه الركعة الباقية، و لإجماع الفرقة على ذلك و أخبارهم تشهد
به؛ لأنّهم وصفوا صلاة الخوف ركعتين. و لم يفصّلوا بين السفر و الحضر، فيجب حملها
على جميع
[1]
و هي غزوة معروفة كانت في سنة أربع أو خمس من الهجرة بأرض غطفان من نجد، و قال ابن
هشام:
انّما قيل
لها: ذات الرقاع لأنّهم رقعوا فيها راياتهم، و يقال: ذات الرقاع شجرة بذلك الموضع
يقال لها:
ذات
الرقاع. و نقل عن ابي قال: انّما قيل له ذات الرقاع لأنهم نزلوا بجبل يسمى بذلك، و
قيل: ذات الرقاع هي بئر جاهلية على ثلاثة أميال من المدينة، و انّما سميت بذلك
لأنّ تلك الأرض بها بقع سود و بقع بيض كلّها مرقّعة برقاع مختلفة.
[2] تهذيب
الأحكام: ج 3 ص 172 ح 380. وسائل الشيعة: ب 2 من أبواب صلاة الخوف و المطاردة ح 1
ج 5 ص 479.
نام کتاب : مختلف الشيعة في أحكام الشريعة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 3 صفحه : 38