نام کتاب : مختلف الشيعة في أحكام الشريعة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 155
و من جملة آثار علّامتنا التي خلّفها بعده
ما نقله السيد جعفر آل بحر العلوم من أنه رحمه اللّه كان له قرى كثيرة قد حفر
أنهارها بنفسه و أحياها بماله، لم يكن لأحد فيها من الناس تعلّق، و قد أوقف كثيرا
من قرأه في حياته.
قال الشيخ
إبراهيم القطيفي في كتاب السراج الوهّاج أنّه رأى خطه عليه و خط الفقهاء المعاصرين
له من الشيعة و السنّة إلى الآن ما هو في يد من ينسب إليه يقتضيه بسبب الوقف
الصحيح، و في صدر سجلّ الوقف: أنّه أحياها و كانت مواتا.
قال رحمه
اللّه: و الوقف الذي عليه خطه و خط الفقهاء موجود إلى الآن[1].
وفاته و
مدفنه:
مرّ سابقا أنّ
السلطان محمّد خدابنده لمّا توفي عام 716 رجع علّامتنا أبو منصور إلى الحلّة و
اشتغل فيها بالتدريس و التأليف و تربية العلماء و تقوية المذهب و إرشاد الناس، حتى
شدّت إليه الرحال من كلّ جانب، و لم يخرج علّامتنا من الحلّة إلى غير الحج الذي
كان في أواخر عمره، فبقي العلّامة على هذه الوتيرة من التدريس و التأليف إلى أن
افتتح شهر محرم الحرام سنة 726 التي ثلم الإسلام فيها ثلمة لا يسدّها شيء، فبينما
الشيعة في مصاب و عزاء و حزن على سيّدهم أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام، و إذا
بالناعي ينعاهم فقدان أبيهم و زعيمهم العلّامة الحلّي و التحاقه بالرفيق الأعلى،
فتزداد آلام الشيعة و أحزانهم، و ينصبون في تلك السنة مأتمين و يقيمون عزاءين، على
سيد شهداء أهل الجنّة و على عبده و ناصره بلسانه و قلمه العلّامة الحلّي.
نعم اتفقت
المصادر على أنّ وفاة العلّامة كانت في ليلة السبت أو يومه من المحرم سنة 726.
إلّا ما ذكره
الصفدي حيث قال: و توفي سنة خمس و عشرين و قيل سنة ست