نام کتاب : متشابه القرآن و مختلفه نویسنده : ابن شهرآشوب جلد : 2 صفحه : 164
الموضع جائز تقول مررت بزيد و عمرا و لست بقاعد و لا قائما قال
الشاعر-
معاو إننا بشر فأسجح
فلسنا بالجبال و لا الحديدا
و هي في
القراءتين جميعا معطوفة على الرءوس و العطف من حقه أن يكون على أقرب مذكور دون
أبعده لأنه تعسف و المصحف منزه منه و حمل الأرجل في النصب على أن تكون معطوفة على
الرءوس أولى من حملها على أن تكون معطوفة على الأيدي لأن الجر في الآية موجب المسح
لأنه عطف على الرءوس و من جعل النصب لعطف الأرجل على موضع الرءوس أوجب المسح الذي
أوجبه الجر فكان مستعملا للقراءتين جميعا و من استعملهما فهو أسعد ممن استعمل
إحداهما ثم إن الحمل على المجاورة خطأ لأن الإعراب بالمجاورة شاذ و أنما ورد في
مواضع لا يتعدى إلى غيرها و المجاورة لا يكون معها حرف عطف لأنه حائل بين الكلامين
مانع بينهما و وجود واو العطف في قوله وَ أَرْجُلَكُمْ دلالة على بطلان
دخول المجاورة فيه و صحة العطف و الإعراب بالجوار أنما يستحسن الشبهة في المعنى
فلا يجوز و الحال هذه حمل كتاب الله عليه و في غريب الحديث عن أبي عبيد و الزمخشري
أن النبي ص أتى كظامة قوم فتوضأ و مسح على قدميه.
5/ 6
قوله
سبحانه- إِلَى الْكَعْبَيْنِ الكعبان هما العظمان النابتان في وسط القدم
باتفاق أهل اللغة كقولهم كعب كل شيء ما علا منه و كان في وسطه يقال فلان كعب قومه
و منه سميت الكعبة و كعب الأحبار و الكعبتين و الكعوبة و عليه إجماع الفرقة
المحقة-
قال أبان بن عثمان في حديثه عن ميسرة عن الباقر ع ثم وضع
يده على ظاهر القدم و قال هذا هو الكعب قال و أومأ بيده إلى أسفل العرقوب ثم قال
إن الطنبوب هذا هو
و وافقنا
فيه محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة و قوله إِلَى الْكَعْبَيْنِ يدل أن في
كل رجل كعبا واحدا و لو كان كما تقول العامة لقال إلى الكعاب و يدل عليه أيضا قوله وَ
امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ أدخل فيه الباء و الفعل متعد لا يحتاج إليها فلا بد لها
من فائدة يخرج به من العبث و ليس ذلك إلا إيجاب التبعيض فإذا وجب تبعيض طهارة
الرءوس وجب أيضا في الأرجل بحكم العطف و كل من أوجب التبعيض ذهب إلى مقالنا.