نام کتاب : متشابه القرآن و مختلفه نویسنده : ابن شهرآشوب جلد : 1 صفحه : 217
فصل [في قصة
نوح]
19/ 57
قوله تعالى وَ
رَفَعْنٰاهُ مَكٰاناً عَلِيًّا استدل بعضهم في رفع إدريس ع بهذه
الآية و في عيسى ع بقوله- وَ مٰا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ
رَفَعَهُ اللّٰهُ إِلَيْهِ و الله أعلم بذلك إلا أنه لا يقال رفعت
فلانا السطح أو رفعته مكانا عاليا و إنما يقال رفعته إلى السطح و إلى مكان عال و
رفع الشيء إلى العلو ليس بمدح و لا شرف و لو كان كذلك لكان من علا جبلا أرفع حالا
ممن هو في الحضيض و إنما المراد به الموت لقولهم في وفاة الرجل دعاه الله فأجابه
قضى نحبه- رَفَعَهُ اللّٰهُ إِلَيْهِ يدل على ذلك قوله-
إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رٰافِعُكَ إِلَيَّ و قد جمع بين
اللفظتين كقوله بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ قال المرتضى معناه
أنه توفاه في أرض ثم رفعه إلى السماء و قالوا إنه من المقدم و المؤخر و المعنى
رافعك إلى السماء ثم أتوفاك بعد ذلك يعني عيسى ع و كان الجبائي يستدل بقوله حكاية
عن عيسى ع- وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مٰا دُمْتُ فِيهِمْ
فَلَمّٰا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ إن فيها
دلالة على أنه تعالى أمات عيسى و توفاه إليه عند ما رفعه لأنه بين أنه كان شهيدا
عليهم ما دام فيهم فلما توفاه الله كان الله هو الرقيب الشهيد عليهم و أجابه
الطوسي أن الذي ذكره لا يدل على أنه أماته لأن التوفي هو القبض إليه و لا يستفاد
منه الموت إلا بشاهد الحال و لذلك قال- اللّٰهُ يَتَوَفَّى
الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهٰا وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي
مَنٰامِهٰا فنفس التوفي لا يفيد الموت بحال و الصحيح في موته ما
تقدم ذكره.
11/ 45
قوله سبحانه
في قصة نوح ع إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ الجمع بينه
و بين قوله- إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ لم يتناول نفي
النسب و إنما نفى أن يكون من أهله الذين كان وعده بنجاتهم كقوله
احْمِلْ فِيهٰا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ الآية يوضحه قوله- وَ
إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ و قول آخر لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ أي على
دينك كما
قال النبي ع سلمان منا أهل البيت
يدل على ذلك
قوله على سبيل التعليل- إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صٰالِحٍ و يقال إنه
قال على الظاهر إنه ابني و إنما كان ولد على فراشه و الله تعالى اطلع نبيه على
خيانة امرأته ذكر الحسن و مجاهد و ابن جريح و هذا سقيم.