نام کتاب : متشابه القرآن و مختلفه نویسنده : ابن شهرآشوب جلد : 1 صفحه : 216
و حواء بل إلى الذكور و الإناث من أولادهما أو إلى جنسين ممن اشترك
من نسلهما و إن كانت الكناية الأولى تتعلق بهما و يكون تقدير الكلام فلما آتاهما
الولد الصالح الذي تمنياه جعل شرك أولادهما إلى غير الله يؤيد ذلك قوله- فَتَعٰالَى اللّٰهُ عَمّٰا يُشْرِكُونَ و يدل أيضا على ذلك ما تقدم من قوله- هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثم إن الكناية في
جميعها متعلقة بآدم و حواء و يجعل إلها في تغشيها و الكناية في اللّٰهَ رَبَّهُمٰا و آتٰاهُمٰا صٰالِحاً
راجعتين إلى من أشرك و لم يتعلق بآدم من الخطاب إلا قوله- خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وٰاحِدَةٍ
ثم خص منها بعضهم كقوله- هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي
الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ حَتّٰى إِذٰا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَ
جَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ و الهاء في قوله جَعَلٰا لَهُ شُرَكٰاءَ
راجعة إلى الولد لا إلى الله تعالى و يكون المعنى أنهما طلبا من الله أمثالا للولد
الصالح فأشركا بين الطلب اثنين كقولك طلبت مني درهما فلما أعطيته شركته بآخر أي
طلبت آخر مضافا إليه و تكون الكنايات راجعة إلى آدم و قيل فَلَمّٰا آتٰاهُمٰا صٰالِحاً مضافا إلى الوجه المقدم الذي هو أراد بالصلاح الاستواء في الخلقة و
الاعتدال في الأعضاء.
5/ 28
قوله سبحانه
لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مٰا أَنَا بِبٰاسِطٍ
يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إن هابيل لم يرد من أخيه قبيحا و لا أراد أن
يقتله و إنما أراد- إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بجزاء ما أقدمت
عليه من القبيح و عقابه و قوله بِإِثْمِي أي عقوبة إثمي الذي
هو قتلي كقول القائل للمجرم هذا ما كسبت يداك و المعنى هذا جزاء ما كسبت يداك و
قولهم لقاك الله عملك و ستلقى عملك يوم القيامة المعنى جزاء عملك-
بِإِثْمِي عقاب قتلك لي- وَ إِثْمِكَ أي عقاب المعصية
التي أقدمت عليها من قبل فلم يتقبل قربانك لسببها أي أريد زوال أن تبوء بإثمي و
إثمك لأنه لم يرد له إلا الرشد و الخير فحذف الزوال و أقام أن و ما اتصل به مقامه- وَ
أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ أراد حب العجل فحذف
الحب و أقام العجل مقامه كقوله وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ إِنِّي أُرِيدُ
أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ أي أريد أن لا تقتلني و لا تبوء بإثمي فحذف
لا و اكتفى بما في الكلام كما قال يُبَيِّنُ اللّٰهُ لَكُمْ أَنْ
تَضِلُّوا معناه لأن لا تضلوا و كقوله- وَ أَلْقىٰ فِي
الْأَرْضِ رَوٰاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ معناه لأن لا تميد
بكم- الخنساء
فأقسمت آسى على هالك
و أسأل نائحة ما لها
أرادت لا
آسى
نام کتاب : متشابه القرآن و مختلفه نویسنده : ابن شهرآشوب جلد : 1 صفحه : 216