responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 592

نفسانية في تخيلها و تمثلها فلا بد و أن يتحد بها ضربا من الاتحاد و يستكمل بها نوعا من الاستكمال فيخرجها من حد قوة إلى حد فعل بالانفعالات و الانتقالات المناسبة للتصورات و الفلك معلوم من حاله أنه لا يتحرك إلا حركة واحدة دورية متشابهة مطابقة لحركاته النفسانية الحاصلة من جهة مدبر عقلي و معشوق علوي يتشبه به آنا فآنا لا يمكن أيضا أن يكون ذلك من قبيل المرآة التي لها نسبة وضعية إلى ما يتصرف فيه النفس بالطبع كما نحن نتخيل صورة في المرآة الموضوعة التي لها نسبة وضعية إلى آلة أبصارنا و مرآة مبصراتنا بالطبع فليس الجرم الفلكي و ما يجري مجراه بالقياس إلى نفوسنا عند المفارقة عن أبداننا كإحدى هاتين المرآتين كيف و السماويات عندهم ليست مطيعة إلا لمباديها الأولى و هي ملائكة السماوات المحركة لها بأمر الله و لا قابلة للتأثيرات الغريبة لامتناع صورها عن ذلك و لعدم تطرق القواسر إليها و ليست لهذه المفارقة عن الأبدان أبدان أخرى ليتصور بينها و بين الأجرام العالية علاقة وضعية بسببها يصير هي لها كالمرآة الخارجية ليشاهد فيها من الأشباح الخيالية ثم على تجوز كونها كالمرآة.

كيف يكون المثل التي هي تخيلات الأفلاك عين تخيلات هذه النفوس‌ [1] و لا يلزم من ذلك أن المرتسم فيها من النفوس‌ [2] و هي ليست إلا تصورات الأفلاك مشهودة لتلك النفوس المفارقة و تلك التصورات أمور حقة متصورة و ليست هي متصورات تلك النفوس سيما الأشقياء المعذبون منهم على اعتراف هؤلاء بأن الصورة الموله إياهم قد حصلت من هيئاتهم الردية و عقائدهم الباطلة و الحاصل في تلك الأجرام لصفاء قوابلها و شرف مباديها ليست إلا صورا لذيذة نقية مطابقة للواقع فلا يستتم ما قالوه و لا يستقيم ما قرروه من كون جرم فلكي مما يتعذب به الأشقياء و يتنعم به السعداء كما لم يجز ذلك في جرم فلكي فكذلك لا يجوز في جرم إبداعي غير منخرق منحصر نوعه في شخصه لأن حكمه حكم الفلك في أن له طبيعة


[1] . بين الهلالين ليس في النسختين، م و ل‌

[2] . النقوش المطبوعة

نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 592
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست