responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 499

صورتها و قوة قواها و وثاقة جواهرها غير متأتية للتركيب و التكوين الثاني و لها من الكمال و التمام ما يمكنها بحسب الفطرة الأولى عبادة الحق و طاعته من غير إكراه و إجبار إذ الممكن لم يخلق هباء و عبثا بل لأن يكون عابدا لله عائدا إليه و متقربا مما لديه زلفى فالعناصر إنما خلقت لقبول الحياة و الروح لكنها عند انفرادها قاصرة عن القبول لأجل تضاد صورها بحسب الكيفيات فلا بد لها من الامتزاج المؤدي إلى المزاج و هو لتوسطه بين الكيفيات الأضداد كأنه خال عن التضاد أو بعيد عن الأطراف الموجبة للموت و الفساد فلهذا يكون معدا لقبول المادة العنصرية للحياة فيستفيد المركب حياة ما على قدر توسطه و بعده من الأطراف و قربه من الأجرام الكريمة الحية حياة ذاتية فإن لم يمعن في التوسط و الاعتدال و هدم جانب التضاد يقبل من العناية نوعا ضعيفا من الحياة كالحياة النباتية التي لها بعض آثار الروح بعد أن يستوفي درجات التراكيب الناقصة من الآثار العلوية كالسحب و الأدخنة و المطر و الثلج و الطل و الصقيع‌ [1] و الرعد و البرق و الصاعقة و درجات المعادن كالزيبق و الزاج و الملح و الزرنيخ و البلور و ما يتولد منها كالأجساد السبعة المتطرقة و كاليواقيت‌

فصل في أحوال النبات و قوى النفس النامية التي هي منزل من منازل الروح الإنساني‌

اعلم أن الحكمة الإلهية في تكون النبات أنه لما كان مزاج الجسم النامي أقرب إلى الاعتدال من مزاج المعادن و خطوته إلى جانب القدس أدنى و قد جرت سنة الله بأن من دنى إليه شبرا قربه ذراعا فأفاد له خلعة صورة كمالية لها قوة يحفظ بها شخصه كما للجماد و قوة أخرى ليبقى بها نوعه فوفى قسطه من البقاء لاستبقاء نوع ما وجب فساد شخصه بقوة مولدة قاطعة لفضله من مادة خلقته ليكون مبدأ لشخص آخر و لما لم يحصل كماله الشخصي أول مرة لكون مادته جزءا منفصلا عن مادة شخص سابق عليه هو


[1] . أي البرد و الجليد

نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 499
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست