نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 498
مختصرة جامعة لجميع العوالم الكونية و العقلية و ما بينهما من عرفها
فقد عرف الكل و من جهلها فقد جهل الكل شعر
ليس من الله بمستنكر
أن يجمع العالم في واحد
من كل شيء لبه و لطيفه
مستودع في هذه المجموعة
. فنقول أولا إن عناية الله لما لم يجز وقوفها عند حد لا يتجاوزه فبقي
إمكان أمور غير متناهية في حد العدم و القوة من غير أن يخرج إلى الفعل مع أن الجود
غير متناه و القدرة غير محصورة على حد و كانت سلسلة البسائط الحاصلة بالفيض الأقدس
منتهية إلى أدناها منزلة و أخسها مرتبة فاقتضت إنشاء المركبات الجزئية القابلة
للديمومة النوعية و إيجاد العائدات حتى بلغت إلى نفوس عائدة إليه في النشأة
الثانية لأنها القابلة للديمومة الشخصية كالجواهر العلوية فكأن الوجود دار على
نفسه و ارتقى إلى ما نزل منه ثم إن وجود العناصر تحت السماء معلوم بالمشاهدة و هي
قابلة للتركيب كما ركبنا التراب بالماء و حصل منهما الطين و ركبنا الأدوية و حصل
منها المعاجين هذا في المركبات الناقصة.
و أما المركبات التامة التي لا يحصل إلا بطبيعة أخرى فائضة من عند
الله فلا يتم تركيبها إلا بكيفيات فعلية و انفعالية فلا بد لها حرارة محللة مبددة
و برودة جماعة مسكنة و رطوبة ذات انقياد للتشكيل و يبوسة حافظة لما أفيد من
التقويم و التعديل فجادت العناية بوجود هذه الكيفيات التي لا بد لها من وجود طبائع
متضادة الأوصاف و عناصر ساكنة في الأطراف من أماكن متخالفة الأوضاع بعضها فوق بعض
بحسب ما يليق بحالها من الخفة و الثقل مرتبة ترتيبا بديعا و منضدة نضدا عجيبا و
السبب اللمي في كون هذه العناصر قابلة للتركيب و التخليق متأتية غير متأبية للجمع
و التفريق أن هذه الأجساد لقصور جواهرها و خسة صورها و خلوها عن الحياة و الروح في
الكون الأول غير تامة الخلقة و لا مكتفية بذواتها فهي متهيئة للكون الثاني فإن
الأشياء كلها متوجهة نحو الكمال مشتاقة إلى الاستكمال متحركة نحو القرب من الله المتعال.
و أما السبع الشداد و سائر الأجرام العالية و الأجساد الكوكبية
فلتمام
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 498