responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 441

و مراحل إلى الله تعالى إذ الوصول إليه إما في هذا العالم الفاني الخسيس المظلم أو في عالم آخر لا جائز أن يكون في هذا العالم لفقدان ما يجب من المناسبة بين الواصل و الموصول إليه أين الجسماني الظلماني و الرب السبحاني الصمداني ما للتراب و رب الأرباب فالسالك إليه تعالى ما لم يتجرد عن ذاته و لم يخرج من بيت صفاته و لم يتطور بالأطوار الكونية و لم يتوارد عليه النشآت الوجودية لا يمكن له العبور إلى عالم الحقيقة قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه و لكن أكثر الناس لا يعلمون‌ [1]. و بوجه آخر نقول إن هذا العالم دار الكسب و العمل لا دار الجزاء و الوصل لأن الموجودات التي فيه من حيث إنها فيه من باب الحركة و الاستحالة مشوبة بالقوة و العدم ممنوة [2] بالظلمة و الشر و النقص فليس هذا العالم دار الموطن و المستقر و منزل الخير و التمام و الكمال و معدن العدل و القسط و النور و السرور فإنا نرى الحقوق غير واصلة فيه إلى مستحقيها بل إلى غير أهلها أ و لا ترى أكثر أرباب الدنيا الدنية من أصحاب البطالة و الجهالة و قد أثروا لجهلهم و خسرانهم زخارفها و حطامها و حشدوا [3] من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الأنعام و الحرث‌ [4] فارهين فاكهين في النعم و هم جهال ضلال ناسون أنفسهم فضلا عن باريهم و خالقهم و رازقهم و منعمهم و مصورهم و عما صدر عنه في حقهم من آثار رحمته العامة و أنوار فضله و عنايته الشاملة و نرى أفاضل الناس من الأذكياء و الأكياس أرهقهم القشف و أجحف بهم الدنف‌ [5] بل كانوا كأكثر أولياء الله مثل علي بن أبي طالب ع و حسين ع و أحبابه و أنصار هؤلاء و أعوانهم و هم حزب الله و جنوده و أهل الحق و وفوده عرضة للبليات و غرضا لسهام الآفات و النكبات من القتل و الضرب و إباحة الحرام المعظم و سفك‌


[1] . جاثية 26

[2] . ممنوة بكذا أي اختبره و ابتلاه‌

[3] . حشدوا أي جمعوا

[4] . آل عمران 14

[5] . الرهق العسر و الظلم و القشف ضيق العيش و الأنف المرض الثقيل الملازم‌

نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست