responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 276

لأمرين متماثلين فكيف لفعلين متضادين أو متناقضين و قد عرفت وجود الشرور في هذا العالم و هل تكون هي بفاعل أو لا بفاعل فإن كان لا بفاعل فكيف يدخل شي‌ء في عالم الوجود بلا موجد و علة و لو جوزنا ذلك لانسد على عقولنا باب التحصيل فلا يمكننا الاستدلال بصنع على صانع فإذن يؤدي ذلك إلى مذهب الدهرية حيث قالوا وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ [1] و إلى مذهب أصحاب الطبائع و الأمزجة كجالينوس و إخوانه كما قالوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا [2] و الفرق بين المذهبين العاطلين الباطلين أن الدهرية تنكر المبدأ و المعاد و الطباعية تجحد المعاد فقط و كلاهما ظاهر المحال و إن كان بفاعل فيجب أن يكون صدور الشرور عن فاعل شرير غير مصدر الخير و الجود و هذا يلجئ إلى التمسك بمذهب القدرية الذين هم مجوس هذه الأمة إن كان ذلك الفاعل هو الإنسان أي شيطان الإنس أو بمذهب الثنوية إن كان فاعل الشرور شيطان الجن أو أمرا ظلمانيا و كل منهما نظروا إلى مصدر الجود بالعين الحولاء و إلى صنعه بالعين العوراء فهذه شبهة قوية صدرت من إبليس عظيم الكيد و التلبيس و أوردها على الله في خلق نفسه التي منبع الآفة و الجهل و ألقاها على الملائكة في خلق آدم حيث قال الله عز و جل‌ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً [3] فاعترضوا عليه استفهاما لا جحودا و قالوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ [4] فعجزوا عن جوابها و استعانوا بربهم في دفعها إذ هي من خطوات سلوك الشيطان و سبله و هي أصل جميع الشبه الذائعة و بذرها و مادة نبتها فيما بين الخليقة من أرباب الشرائع و المذاهب و الملل و أهل الحقيقة و العقل و جميع المذاهب ناشئة من فروع هذه الشجرة الخبيثة و سلاكها على الحاشية لآكلون منها فمالئون منها البطون إلا المخلصين الذين هم على خطر عظيم كما

أشار إليه ص: في قوله الناس كلهم موتى إلا المخلصون‌

المشار إليهم بقوله من أخلص لله أربعين صباحا ظهرت من قلبه على لسانه‌


[1] . الجاثية 24

[2] . المؤمنون 37

[3] . البقرة 30

[4] . البقرة 30

نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست