responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 133

الخامس التذكر و هو أن الصورة المحفوظة إذا زالت عن القوة العاقلة فإذا حاول الذهن استرجاعها فتلك المحاولة هي التذكر و عند الحكماء لا بد في التذكر من وجود جوهر عقلي فيه جميع المعقولات هو خزانة للقوة الناطقة الإنسانية و اختلفوا في أن ذاته منفصلة عن ذات النفس الإنسانية أو متصلة اتصالا عقليا احتجبت عنه النفس إما بسبب اشتغالها بعالم الحس أو لعدم خروجها من القوة إلى الفعل في باب العقل و المعقول.

و قد تحير بعض الأكياس كالإمام الرازي و غيره في باب التذكر فقال إن في التذكر سرا لا يعلمه إلا الله و هو أنه عبارة عن طلب رجوع تلك الصور المنمحية الزائلة فتلك الصورة إن كانت مشعورا بها فهي حاضرة حاصلة و الحاصل لا يمكن تحصيله و إن لم يكن مشعورا بها فلا يمكن استرجاعها لأنها طلب ما لا يكون متصورا محال فعلى كلا التقديرين التذكر الذي هو بمعنى الاسترجاع ممتنع مع أنا نجد من أنفسنا أنا قد نطلبها و نسترجعها و هذه الأسرار إذا توغل العاقل فيها عرف أنه لا يعرف كنهها مع أنها من أظهر الأشياء فكيف فيما هو من أخفاها.

أقول هذه الشبهة مع أنها على الطريقة التي اخترناها من أن الإدراك العقلي إنما يكون باتصال النفس بالجوهر العقلي الذي وجدت فيه صور الموجودات أصعب انحلالا و أشد صعوبة لكن مع ذلك منحلة بفضل الله و هو أن النفس ذات مقامات متعددة و نشآت مختلفة نشأة الحس و نشأة الخيال و نشأة العقل و هذه النفوس أيضا متفاوتة قوة و ضعفا و كمالا و نقصا و أقوى النفوس ما لا يشغله نشأة عن نشأة و بعضها دون ذلك و بعضها في الخسة بحيث لا يحضرها بالفعل إلا نشأة الحس مع ما يتبعها من نشأة الخيال و هي شي‌ء ضعيف من صورها فضلا عن حضور الصور العقلية.

فإذا تقرر هذا نقول إن النفوس المتوسطة في القوة و الكمال إذا اتصلت بعالم العقل خرجت عن نشأة الحس و دبرت البدن ببعض قواها الطبيعية و إذا رجعت إلى عالم الحس غابت عن نشأتها العقلية و يبقى معها شي‌ء كخيال ضعيف منها و بذلك الخيال الضعيف مع بقاء ملكة الاسترجاع‌

نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست