نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 132
العلم[1]إلى القوة
العاقلة فكأنه إدراك متزلزل و لهذا لا يقال في حق الله إنه يشعر بكذا.
الثالث التصور إذا حصل وقوف القوة العاقلة على المعنى و أدركه بتمامه
فذلك هو التصور.
و اعلم أن التصور لفظ مشتق من الصورة و لفظ الصورة بزعم الناس أنه
حيث وضع وضع للهيئة الجسمانية الحاصلة للجسم المشكل و في عرف الحكماء موضوع لعدة
معان لكنها مشتركة في معنى واحد هو ما به يصير الشيء بالفعل هو هو فيجوز إطلاقه
على الصور العلمية للأشياء المعلومة.
الرابع الحفظ فإذا حصلت الصور في العقل و تأكدت و استحكمت و صارت
بحيث لو زالت لتمكنت القوة العاقلة من استرجاعها و استعوادها سميت تلك الحالة حفظا
قيل و لما كان الحفظ مشعرا بالتأكد بعد الضعف لا جرم لا يسمى علم الله حفظا و لأنة
إنما يحتاج إلى الحفظ فيما يجوز زواله و لما كان ذلك في علم الله محالا لا جرم لا
يسمى ذلك حفظا.
أقول لا يخلو كلام هذا القائل من تعسف أما أن علمه تعالى لا يسمى
بالحفظ فغير مسلم و الدليل عليه قوله تعالىوَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ[2]و قولهإِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ[3]و قولهوَ رَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ[4]و ذلك لأن علمه عين قدرته و قد حقق في مقامه أن العالم كله
صورة علمه التفصيلي كما أنه صورة قدرته النافذة في كل شيء فذاته التي هي عين علمه
حفيظ على كل شيء و حفظ لكل شيء و مراتب علومه التفصيلية يحفظ بعضها بعضا لأن
علومه فعلية و ليست انفعالية و أما إشعار مفهوم الحفظ بالتأكد بعد الضعف فغير
معلوم إلا في بعض الموارد الجزئية و أما قوله إنما يحتاج إلى الحفظ فيما يجوز
زواله إن أراد به الإمكان الوقوعي فالحصر ممنوع و إن أراد به الإمكان الذاتي فلا
يستلزم ذلك عدم جواز استعماله في علم الله التفصيلي الزائد على ذاته الثابت في
القلم الأعلى و لوح قضائه و قدره.