responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 474

فالنفوس إذا كانت قوية يكون اقتدارها على اختراع تلك الصور أقوى، فيكون متصوراتها موجودات خارجية حاضرة عندها بذواتها في اليقظة، و عند كل نفس يكون درجتها في القوة و النورية هذه الدرجة.

فإذا تقرر هذا فلا يخلو تلك إما أن يكون مطابقة لما في المبادي العالية، فيكون وحيا صريحا، و إن كانت حكاية لما فيها لأجل تصرف النفس بقوتها الخيالية فيها، فيحتاج هذا إلى التعبير، و إن لم يكن لا هذا، و لا ذاك، فيكون من دعابة النفس بواسطة قوتها و عدم استقامتها.

فالأقسام الثلاثة المذكورة في ما يراه النائم في نومه، هي بعينه واقعة في ما يراه النفوس القوية في اليقظة مما لا يراه كل سليم الحس، و قد لا يكون النفس قوية قادرة على اختراع تلك الصور في اليقظة، و لا في النوم، لكن يستعين حال اليقظة بما تدهش الحس و تحير الخيال، فيظهر أشياء لا وجود لها في الخارج لضعفاء العقول الذين هم في أصل الجبلة إلى الدهشة و تحير الخيال مائلون.

هذا هو طريق القائلين بنحو آخر من الوجود للصور غير ما ينطبع في القوى المادية و الأجرام.

و من طريق آخر

نقول: إن النفس قد تدرك إدراكا قويا لأمر جزئي من عالم الغيب، فيبقى عين ما أدركته في الحفظ، و قد يقبل قبولا ضعيفا لأمر عقلي فيستولي عليه المتخيلة فتحاكيه بصورة محسوسة مناسبة له.

فإن لكل حقيقة عقلية صورة طبيعية له في عالم المحسوسات، فإذا قويت تلك الصورة في المتخيلة استثبتها الحس المشترك، و انطبعت الصورة في الحس المشترك سراية إليه من المتخيلة و المصورة، لكون المدارك الباطنية للإنسان كالمرائي المتعاكسة، صورة بعضها إلى بعض، و الإبصار ليس إلا وقوع صورة في الحس المشترك سراية إليه، فإن الصورة الموجودة في الخارج ليست محسوسة، بل هو سبب ظهور صورة تماثلها في الحس المشترك، فالمحسوس بالحقيقة ذلك و الخارج يسمى محسوسا بالعرض لعلاقة

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست