responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 473

الحواس كالمبهوت الغافل الغائب عما يرى و يسمع، و ذلك لضعف خروج الروح إلى الظاهر.

فهذا أيضا لا يستحيل أن ينكشف لنفسه من الجواهر الروحانية شي‌ء من الغيب فيحدث به و يجري على لسانه، كأنه أيضا غافل عما يحدث به، و هذا يوجد في بعض المجانين و المصروعين و بعض الكهنة، فيحدثون بما يكون موافقا لما سيكون. و هذا نوع نقصان يظنه الجهلة كمالا و ولاية، و السبب الأول نوع كمال.

إشارة تحصيلية

و لعل بعض المتفلسفة و المتشبهة بأرباب التحصيل و الكمال، قعدوا لقصور نظرهم في حضيض المباحثة و الجدال، و لم يرتفعوا لانحطاط درجات نظرهم إلى ذروة الذوق و الحال، اعتراهم الشك في سبب رؤية الإنسان في اليقظة صورا لا وجود لها في الخارج حيث لا يراها كل حاضر سليم الحس.

فليتدبر أو يسمع من كان له منهم قلب، أو ألقى السمع و هو شهيد، بعد تأمله ما أسفلناه من القواعد التي يقرب النفس تدبرها لأن يستعد لفهم المعاني التي من هذا القبيل.

و هو، أن النفس كلما يدركها في عالمها و صقع قواها الباطنة على سبيل التخيل، لا شبهة لأحد في أنها يتفاوت ظهورا و خفاء تفاوتا يذهب به في حدود الخفاء إلى حد الذهول و النسيان، و في حدود الظهور و الجلاء إلى حد الرؤية و المشاهدة.

فكما يمكن أن يذهب في الخفاء من حد يسمى بالتخيل إلى غاية يسمى بالذهول، فكذلك يمكن أن يبلغ في الظهور من حد التخيل إلى حد يسمى بالرؤية.

و الرؤية ليس من شرطها أن يكون بالعين، و لا المرئي إنما يسمى مرئيا لكونه يحصل بسبب العين، بل لأنه غاية انكشاف الشي‌ء، فإذا وقعت غاية الانكشاف بقوة أخرى، كانت حقيقة الرؤية بحالها. فالصور التي يراها النائمون في عموم أوقات نومهم ليست هي بعينها موجودا في المواد الخارجية، و ليست حاصلة أيضا في القوى المنطبعة الدماغية، لامتناع انطباع العظيم في الصغير. على أنها يراها الإنسان منفصلة عن ذاته مباينة لها، كالسماء و الأرض و الأشجار و غيرها، بل، في عالم آخر غفل عنه أكثر العلماء.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست