responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 475

السببية بينهما بوجه.

و لا فرق بين أن يرتفع الصورة إلى الحس المشترك و يقع فيها من الخارج، أو ينحدر إليه و يقع فيه من الداخل، فإنه كيف ما يكون، كان محسوسا، و يكون حصوله إبصارا.

فمهما وقع ذلك في الحس المشترك صار صاحبه مبصرا و إن كانت الأجفان مغمضة، و كان في ظلمة أيضا.

و الذي يتخيله الإنسان في اليقظة إنما ينطبع في الحس المشترك حتى يصير مبصرا، لأن الحس المشترك مشغول بما يؤدي إليه الحواس الظاهرة، و هو أغلب.

و لأن العقل يكسر من المتخيلة اختراعها و يكذبها، و لا يقوي تصورها في اليقظة.

فمهما ضعف العقل عن الترديد و التكذيب بسبب مرض من الأمراض، لم يمنع أن ينطبع في الحس المشترك، فيرى المريض صورا لا وجود لها.

و كذا إذا غلب الخوف و اشتد الموهم المخوف و ضعف النفس و العقل المكذب فربما يمثل للحس المشترك صورة المخوف حتى يشاهدها و يبصرها.

و لذا يرى الجبان الخائف صورا هائلة و الغول الذي يخيل في الصحاري و يسمع كلامه هذا سببه.

و قد يشتد شهوة هذا العليل لضعف ما، فيشاهد ما يشتهيه، و يمد إليه يده كأنه يأكله، و يرى صورا لا وجود لها في الخارج بسبب ذلك.

هذا هو طريق المشائين القائلين بأن العلم بالأشياء الخارجية منحصرة بالانطباع، و الأول هو طريقتنا المناسبة للعلم الإشراقي.

و زاد بعض أفاضل الحكماء المشائين في هذا البيان بقوله: إذا كانت المتخيلة في إنسان ما قوية كاملة جدا، و كانت المحسوسات الواردة عليها من خارج لا يستولي عليها استيلاء يستغرقها بأسرها، و لا خدمتها القوة الناطقة، بل كان فيها مع اشتغالها بهذين فضل كثير يفعل به أيضا أفعالها التي يخصها، كانت حالها عند اشتغالها بهذين في وقت اليقظة مثل حالها عند تخيلها منها في وقت النوم، و كثير من هذه الصور التي يعطيها العقل فتخيلها القوة المتخيلة مما يحاكيها من المحسوسات المرئية، فإن تلك المتخيلة تعود

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست