responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 472

البرودة، حاكاها بالثلج و الشتاء و نظائرها، و إن غلبت السوداء، حاكاها بالأشياء السود و الأمور الهائلة.

و إنما حصلت صورة النار مثلا في التخيل عند غلبة الحرارة، لأن الحرارة التي في موضع يتعدى إلى المجاور لها، كما يتعدى نور الشمس إلى الأجسام، بمعنى أنه سيكون سببا لحدوث النور إذا خلقت الأشياء موجودة وجودا فائضا بأمثاله على غيره، و القوة المتخيلة منطبعة في الجسم الحار فيتأثر به تأثيرا يليق بطبعها، كما مر أن كل شي‌ء قابل يتأثر من شي‌ء، فإنما يتأثر منه بشي‌ء يناسب جوهر هذا القابل و طبعه.

فالمتخيلة ليست بجسم حتى يقبل نفس الحرارة فيقبل من الحرارة ما في طبعها لقبول له و هو صورة الحار، فهذا هو السبب فيه.

فصل في معرفة سبب العلم بالمغيبات في اليقظة

قد عرفت سبب الاطلاع بالغيوب في النوم من ركود الحواس و اتصال النفس بالجواهر العقلية أو النفسية، و قبولها من تلك المبادي صورا يناسبها و اهتمت بها.

و يمكن أن يكون ذلك لبعض النفوس في اليقظة بسببين:

أحدهما، قوة في النفس- فطرية أو مكتسبة- لا يشغلها جانب عن جانب، بل تسع قوتها بالنظر إلى جانب العلو و جانب السفل جميعا، كما يقوى بعض النفوس ليجمع في حالة واحدة الاشتغال بعدة أمور، فيكتب و يتكلم و يسمع، فمثل هذه النفوس التي لها اقتدار ما على ضبط الجانبين يجوز أن يفتر عنها في بعض الأحوال شغل الحواس و يطلع على عالم الغيب، فيظهر لها منه بعض الأمور، كالبرق الخاطف. و هذا ضرب من النبوة.

ثم إن ضعفت المتخيلة، بقي في الحفظ ما انكشف له من الغيب بعينه، كان وحيا صريحا و إن قويت المتخيلة، و اشتغلت بطبيعة المحاكاة، فيكون هذا الوحي مفتقرا إلى التأويل، كما يفتقر الرؤيا إلى التعبير.

الثاني، أن يغلب على المزاج اليبوسة و الحرارة و يقل الروح البخاري حتى يتصرف النفس لغلبة السوداء و قلة الروح عن المواد الحواس، فيكون مع فتح العين و سائر أبواب‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست