نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 458
أخرى للنفس و تعمير الباطن. و ذلك ينافي المصلحة الكلية و الحكمة
الكمالية.
فصل في أن الحساب و الميزان و الصراط حق
لعلك قد تفطنت من الأصول المتقدمة، أن كل مكلف يرى يوم الآخرة ما
عمله من خير، أو شر محضرا، و يصادف كل دقيق و جليل من أفعاله الحسنة أو القبيحة
مستطرا في كتاب"لا
يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها، وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا
حاضِراً، وَ لا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً"
و
يعرف أيضا كل واحد مقدار عمله بمعيار صحيح صادق يعبر عنه بالميزان و إن لم يساو
ميزان العلوم و الأعمال ميزان الأجسام الثقال، كما لا يساوي الأسطرلاب الذي هو
ميزان المواقيت و المسطرة و الفرجار و الشاقول التي هي موازين الأبعاد و المقادير،
و العروض الذي هو ميزان الشعر، و الذوق السليم الذي هو ميزان بعض المعاني، و سائر
الموازين.
نعم، ميزان كل شيء يجب أن يكون من جنس ذلك الشيء كما لا يخفى. ثم
يحاسب الناس يوم القيامة على أقوالهم و أفعالهم و سرائرهم و ضمائرهم و أفكارهم و
عقائدهم و نياتهم مما أبدوه أو أخفوه، و إنهم يكونون متفاوتين فيه، إلى مناقش في
الحساب، و إلى مسامح، و إلى من يدخل الجنة بغير حساب.
فصل في أن الجنة و النار حق، و في إبطال رأي أصحاب الظنون و
الأوهام
اعلم أن لله تعالى عالما آخر غير هذا العالم كما مر، و هو عالم
الآخرة و عالم الباطن و عالم الغيب و عالم الملكوت.
و هذا العالم عالم الدنيا و عالم الظاهر و عالم الشهادة و الملك و
الخلق. و لما كان الإنسان في مبدإ خلقته ناشيا عن مواد هذا العالم الأسفل و له
الارتقاء و التوجه إلى العالم الآخرة، فبالضرورة لا بد له من المسافرة من مسقط
رأسه إلى عالم الغيب.
فالله تعالى برحمته و عنايته خلق الأنبياء" ع" و بعثهم
ليكونوا هداة الخلق إلى معادهم و قوادهم في السفر إليه تعالى كرؤساء القوافل، و
أنزل عليهم الكتب لتعليمهم كيفية السفر و الارتحال و أخذ الزاد و الراحلة و كيفية
الحال عند الوصول إلى منزل الآخرة
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 458