responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 459

المعبر عنها بالنبإ العظيم و قوله تعالى:" عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ‌".

فإن سر القيامة من الأسرار العظيمة التي لم يجوز للأنبياء كشفها، لأنهم كانوا أصحاب الشريعة" يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها، فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها، إِلى‌ رَبِّكَ مُنْتَهاها، إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها".

يوم القيامة يوم الجزاء و الثواب بلا عمل، و الشريعة يوم العمل بلا ثواب. و بوجه آخر الشريعة هي الطريق و المشرع العام، و القيامة هي الغاية و المقصد. فصاحب الشريعة يقول:

" ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَ لا بِكُمْ‌" و لما علمت و تحققت أن الخلق مأمورون بسلوك طريق الآخرة، و السالك لا بد فيه أثرا من المقصود و الغاية يتوجه إليه و يسلك نحوه.

و ذلك الأثر هو المعرفة، و ينبعث الشوق الإرادي و الجبلي، أ لا ترى أن الإنسان ما لم يكن عارفا بالحق، لا يمكن سلوكه إليه، و العارف ما لم يكن محبا للحق، لا يمكن سلوكه أيضا.

فالشوق و المحبة ضرب من الوصول، و كماله هو الحشر مع المحبوب، المرء يحشر مع من أحب.

و للمعرفة درجات مختلفة، الظن و العلم و الإبصار، أي المشاهدة الباطنية.

الظن في هذه النشأة الأولى، و العلم في نشأة الثانية، و المشاهدة فيما فوقها.

فحال الإنسان ما دام كونه في الدنيا أو من حيث كونه في الدنيا" أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ‌".

أهل دنيا كافران مطلقند

 

روز و شب، در جق جق و در وقوقند

 

و حاله في الآخرة" ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى‌ يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ‌".

و بوجه آخر العلم في الدنيا و المشاهدة في الآخرة" كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ‌".

فالأثر الذي يصل أولا إلى السالك من مطلوبه، هو الإيمان بوجوده و وجوبه، و الأثر الثاني هو الإيقان و التحقيق و المشاهدة،" إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ‌".

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست