responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 416

في القرآن عليها.

و لقد سنح للخواطر وجوه أخرى، منها: ما تفردت به، و هو أن إبداع الصور و إنشائها أنسب و أقرب إلى العلة الأولى من تركيبها و جمع أشتاتها و متفرقاتها، لأن أمرها" كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ‌" كما هو سنة الإبداع، فإذا كان مبدع البدائع و مكون الصنائع أنشأ الصور من غير مزاج و امتزاج و تركيب من أجزاء مختلفة حاصلة بأزواج أليق به و أولى و أسهل و أحرى من جمع متفرقات شتى، و تأليف مختلفات تترى. فإذا صدر منه تعالى وجود الإنسان على نهج الامتزاج و التخمير من الأركان و الأمشاج، فليجز صدوره بهيئته الخاصة تارة أخرى على سبيل الإنشاء.

كيف و الباري سبحانه فعله الخاص الذي هو الإبداع و الإنشاء، أرفع و أجل من الجمع بين الأشياء و التدرج في التكوين بالتغذية و الإنماء، فإن هذا شأن الطبائع و القوى التي هي في درجة القصوى من النزول عن العالم الأعلى. على أن الإيجاد على الإطلاق منه و الوسائط مخصصات لإيجاده و حيثيات و جهات لتكثير إفاداته و إفاضاته، لأن ما هو الأبسط في الوجود فهو الأقرب إلى الموجد الحقيقي.

و قد أومأنا إلى أن وجود أمور الآخرة أصفى من التركيب و أعلى من الامتزاج، فالمقصود من هذه الآيات الاستدلال على قدرته على الإعادة التي هي بالحقيقة إنشاء النشأة الأخرى كما أن الابتداء هو إنشاء النشأة الأولى، فكما أن في الابتداء فعله الخاص به تعالى ليس بالذات جمع المتفرقات من المواد، بل إفاضة الصور على القابل بحسب الاستعداد، كذلك حقيقة المعاد و فعله اللائق به إنشاء النشأة الأخرى، و هو أهون عليه من إيجاد المكونات في الدنيا، لأن الآخرة خير و أبقى، و ما هو أبقى في الوجود و أتقن و أحكم في الصنع، فهو أنسب به تعالى و هو أهون عليه، و إليه الإشارة بقوله:" وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى‌ فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ‌ ... أَ فَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ‌".

و مما يدل على أن إيجاد الأمور الأخروية أشبه بسنة الله التي هي الإبداع من الإيجاد لأمور الدنياوية، أن إيجاد المواليد المكونة في هذا العالم و تبليغها إلى غاية خلقتها و إكمالاتها تدريجي و وجود الأخرويات دفعي حدوثا و إكمالا، و كذا أشخاص‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست