responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 417

الأنواع لا توجد جميعها دفعة واحدة في آن واحد، بل شيئا فشيئا، بعضها قبلا و بعضها بعدا. و أيضا أكثر الأنواع الكمالية الحيوانية توجد على سبيل التوالد دون التولد، بخلاف الصور الأخروية و أجساد أهل الآخرة، فإن وجود أشخاصها إنما يكون دفعة واحدة بإذن الله من غير مهلة و نفخ أرواحهم في أجسادهم المكونة من تلك الأرواح بواسطة بعض ملائكته نفخة واحدة.

و من تلك الوجوه، أنه تعالى يقول للضالين المكذبين الذين ينكرون البعث و يستبعدونه، أنكم لا تخلقون المني الذي حسبتم أن الإنسان يخلق منه حتى لو لم يخلق مرة أخرى لم يخلق الإنسان ثانيا، بل الله تعالى يخلق الإنسان و مادته بقدرته و إرادته، و لعموم قدرته و شمول علمه و إرادته قادر على أن يخلق الإنسان الأول مرة أخرى، و كما خلقه أولا من المني، يخلقه ثانيا منه أو من أمر آخر على مقتضى علمه و إرادته فلا وجه لاستبعادكم و استنكاركم.

و يؤيد الأول ما ورد في الأخبار من إمطار السماء بماء كالمني عند البعث، و وجه استفادة هذين الوجهين من الآية لا يخفى على من له دراية.

و ثانيهما، قوله:" أَ فَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ، أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ‌" وجه الاستدلال على ما قال بعض المفسرين، أن الحب. و أقسامه من بطون مشقوق و غير مشوق كالأرز و الشعير، مدور و مثلث و مربع و غير ذلك من أشكاله، و إذا وقع في الأرض البذر، و استولى عليه الماء و التراب، فبالنظر العقلي يقتضي أن ينقص و يفسد، لأن أحدهما يكفي لحصول العفونة، فهما جميعا أولى لفعل الإفساد. ثم إنه لا يفسد، بل يبقى محفوظا. ثم إذا ازداد في الرطوبة تنفلق الحبة قطعتين، فيخرج منها فرقتان، فرقة من رأسها صاعدة، و أخرى يتشبث فيها في الأرض، و كذا النوى بما فيه من الصلابة العظيمة تنفلق بإذن الله و تصير مجموعه على نصفين، يخرج من أحدهما الجزء الصاعد، و من الثاني الهابط، فيكون أحدهما خفيفا صاعدا، و الآخر ثقيلا هابطا مع اتحادهما في الطبيعة و العنصر و الماء و الهواء و التربية.

فيدل ذلك على قدرة كاملة و حكمة شاملة يعجز العقول عن دركها و بيان لميتها، فهذا القادر كيف يعجز عن جمع الأجزاء و تركيب الأعضاء، و ثالثها قوله تعالى:" أَ فَرَأَيْتُمُ‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست