responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 199

في إحداهما و باعتبار الامتزاج مع النار و عدمه في الأخرى‌ استفيد كيفية البرد من الماء ثم الطبقة الزمهريرية منه و هي‌ التي ينقطع عنها تأثير شعاع الشمس باردة لوجود المقتضى لها و انقطاع المانع‌، فإذا بلغ البخار في صعوده إليها يتكاثف بواسطة إصابة البرد الذي من شأنه التكثيف إليه في أقصى الهواء عند منقطع الشعاع، فإن لم يكن البرد قويا اجتمع ذلك‌ البخار و تقاطر للانعقاد الحاصل من التكاثف الموجب للثقل و الانجماد. فالمجتمع هو السحاب و المتقاطر هو المطر، و إنما يكون مستديرا كالكرة للحركة السريعة الموجبة لخرق الهواء بمصادمته فيمحق الزوايا عن جوانب القطرات فتصير مستديرات‌ و إن كان البرد قويا فأما أن يصل البرد إلى أجزاء السحاب‌ المائية الريشية قبل اجتماعها و تشكل القطرات منها، أو لا يصل قبل الاجتماع بل بعده‌ فإن وصل قبله ينزل السحاب ثلجا و إن لم يصل قبله‌ بل وصل بعده و ربما أصابه بعد ذلك حرّ فيهرب منه البرد و يلتجئ إلى الباطن منحصرا فيه كما في الربيع و الخريف فيخمد و ينزل بردا- بفتح الراء-، و كثيرا ما يسخنون الماء في البلاد الحارة ثم يبردونه لما ذكرنا.

و أما إذا لم يصل البخار إلى الطبقة الباردة الزمهريرية لقلة حرارته الموجبة للصعود فأما أن يكون كثيرا أو قليلا فإن كان كثيرا فقد ينعقد لأجل إصابة البرد سحابا ماطرا كما حكى الشيخ أنه شاهد البخار قد صعد من أسافل بعض الجبال صعودا يسيرا و تكاثف حتى كأنه مكبّة موضوعة على و هدة و كان هو فوق تلك الغمامة في الشمس و كان من تحته من أهل القرية التي كانت هناك يمطرون.

و قد لا ينعقد بل‌ يكون متبدّدا و يسمى ضبابا و لأجل لطافته يزول سريعا لوصول أدنى حرارة إليه‌ و إن كان قليلا، فإذا ضربه البرد في الليل فينزل لثقله الحاصل بالبرودة نزولا في أجزاء صغار لا يحسّ بها إلا عند اجتماع شي‌ء يعتد به‌، فإن لم يتجمد فهو الطل و إن انجمد فهو الصقيع‌ و هو ما يسقط بالليل من السماء شبيها بالثلج كما أن الطل يسقط به شبيها بالمطر، فالنسبة بين الطل و الصقيع كالنسبة بين المطر و الثلج.

و ربما تكاثف الهواء نفسه من غير بخارات كثيرة لشدة البرد فاستحال إلى الأقسام المذكورة، و لذا قيّد المصنف السبب فيما قبل بالأكثري.

قال الإمام الرازي: تكون هذه الأشياء في الأكثر من تكاثف البخار و في الأقل من تكاثف الهواء، و أما الرعد و البرق فسببهما أن الدخان إذا احتبس فيما بين السحاب‌

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست