responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 200

بأن يرتفع أبخرة و أدخنة كثيرة مختلطة إلى الطبقة الزمهريرية فيتكاثف البخار فينعقد سحابا و لا شك أن مصعد الدخان أعلى لشدة لطفه و يبسه‌ فما صعد من الدخان‌ إلى العلو بالطبع لبقائه على حرارته المقتضية لتصعيده أو هبط لتكاثفه بالبرد الشديد الواصل إليه‌، مزّق السحاب‌ صاعدا أو هابطا تمزيقا عنيفا فيحصل صوت هائل‌ كريح عاصفة و هو الرعد بتمزيقه‌ السحاب، و ربما امتد ذلك لكثرة وصول المواد، و إن اشتعل الدخان‌ بقوة التسخين و ذلك لأنه شي‌ء لطيف و فيه مائية و أرضية عمل فيها الحرارة و الحركة عملا قرّب مزاجه من الدهنية فصار بحيث يشتعل بأدنى سبب مشعل، فكيف لا يشتعل بالتسخين القوي الحاصل من الحركة الشديدة و المصاكة العنيفة؟ فإن كان لطيفا و ينطفي‌ بسرعة كان برقا، و البرق يرى قبل الرعد لأن الصوت لا بد له من حركة الهواء و لا حركة دفعية فيحتاج إلى زمان و لا كذلك الرؤية على ما يبين و لذلك يرى حركة يد القصار قبل سماع الدق بزمان. و إن كان كثيفا لا ينطفئ بسرعة بل يصل إلى الأرض كأنه‌ صاعقة فربما صار لطيفا بحيث ينفذ في المتخلل و لا يحرقه و يذيب المندمج فيحرق الذهب في الكيس دونه إلا ما احترق من الذائب.

و قد أخبر أهل التواتر: بأن الصاعقة وقعت في بلاد ولادتنا شيراز على قبة الشيخ الكبير و هو عبد اللّه بن حفيف فأذاب قنديلا فيها و لم يحرق شيئا منها، و ربما كان كثيفا غليظا جدا فيحرق كل شي‌ء أصابه و كثيرا ما يقع على الجبل فيدكّه دكّا.

و أما الرياح فقد تكون بسبب أن البخار إذا نقل‌ بواسطة البرودة المكتسبة من الكرة الزمهريرية و اندفع إلى السفل فصار لتسخنه بالحركة الموجب لتلطيفه‌ هواء متحركا و هو الريح‌ و قد يكون لاندفاع يعرض بسبب تراكم السحب‌ يعني به تكاثفها أي تصغر مقدارها الموجب لحركة ما يليها من الهواء و لامتناع الخلاء، و إليه الإشارة بقوله:

فيصير السحاب من جانب إلى جهة أخرى و قد يكون‌ بعكس ذلك أي‌: لانبساط الهواء بالتخلخل في جهة أي تزيد مقداره.

و اعلم أن نسبة التراكم إلى السحاب و الانبساط إلى الهواء من باب نسبة الشي‌ء إلى ما يؤول إليه و إلا فالأولى عكس ذلك، إذ المراد منها في هذا الموضع نفس الحركتين كما لا يخفى‌، و اندفاعه من جهة أخرى‌ و في كل من القبيلين يكون مجاور المجاور و يتبع المجاور في الانجذاب و الاندفاع على درجة ضعف و هكذا شيئا فشيئا إلى أن يقف‌. و قد يكون بسبب برد الدخان المتصاعد عند وصوله إلى الزمهرير و نزوله‌

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست