نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 82
لا دفعة بل متدرجا. و هذا ليس يتأتى إلا فى مقولات معدودة مثلا
كالكيف، فإن ذا الكيف بالقوة يجوز أن يتوجه إلى الفعل يسيرا يسيرا إلى أن ينتهى
إليه، و كذلك ذو الكم بالقوة.
و نحن سنبين من بعد أن أى المقولات يجوز أن يقع فيه هذا الخروج من
القوة إلى الفعل، و أيها لا يجوز أن يقع فيه ذلك. و لو لا أن الزمان مما نضطر فى
تحديده إلى أن تؤخذ[1]الحركة فى حده، و أن الاتصال و التدريج قد يؤخذ[2]الزمان فى حدهما، و الدفعة أيضا فإنها قد يؤخذ[3]الآن فى حدها، فيقال هو ما يكون فى آن، و الآن يؤخذ الزمان فى حده،
لأنه طرفه، الحركة يؤخذ الزمان فى حدها[4]ليسهل[5]علينا أن نقول: إن الحركة خروج عن القوة إلى الفعل فى زمان[6]أو على[7]الاتصال أو لا دفعة. لكن جميع هذه الرسوم يتضمن بيانا دوريا خفيا،
فاضطر مفيدنا[8]هذه الصناعة إلى أن[9]سلك
فى ذلك نهجا آخر فنظر إلى حال المتحرك عند ما يكون متحركا فى نفسه، و نظر فى النحو
من الوجود الذي يخص الحركة فى نفسها فوجد الحركة فى نفسها كمالا و فعلا أى كونا
بالفعل إذ كان بإزائها قوة إذ الشيء قد يكون متحركا بالقوة، و قد يكون متحركا
بالفعل و بالكمال، و فعله و كماله هو الحركة. فالحركة تشارك سائر الكمالات من هذه
الجهة، و تفارق سائر الكمالات من جهة أن سائر الكمالات[10][11]إذا حصلت صار الشيء بها بالفعل و لم يكن بعد فيه مما يتعلق بذلك
الفعل شيء بالقوة. فإن الأسود إذا صار بالفعل أسود لم يبق[12]بالقوة أسود من جملة[13]الأسود
الذي له: و المربع إذا صار بالفعل مربعا لم يبق بالقوة مربعا من جملة المربع الذي
له، و المتحرك إذا صار متحركا بالفعل فيظن أنه يكون بعد بالقوة متحركا من جملة
الحركة المتصلة التي هو بها متحرك. و يوجد[14]أيضا بالقوة شيئا آخر غير أنه متحرك، فإن ذات المتحرك ما لم يكن
بالقوة شيئا ما يتحرك إليه و أنه بالحركة يصل إليه، فإنه لا تكون حاله و قياسه عند
الحركة إلى ذلك الشيء الذي هو له بالقوة، كما كان قبل الحركة. فإنه فى حال السكون
قبل الحركة يكون هو ذلك الشيء بالقوة المطلقة بل يكون ذا[15]قوتين إحداهما على الأمر و الأخرى على التوجه إليه، فيكون له فى ذلك
الوقت كمالان و له عليهما قوتان. ثم يحصل له كمال إحدى القويتين، و يكون قد بقى
بعد بالقوة فى ذلك الشيء الذي هو المقصود بالقوتين، بل فى كليهما، و إن كان
أحدهما قد[16]حصل بالفعل الذي هو أحد الكمالين و أو لهما