نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 316
يخلو إما أن يكون ذلك له عن علة له[1]في ذاته و عن[2]صورته
الطبيعية[3]، أو عن علة خارجة عن
الطبيعة. و محال أن تقتضى ذلك ذاته، فإن الأجزاء التي تفرض فيه و الجهات[4]المختلفة التي تكون له، و الأجزاء التي تفرض فيما يماسه، ليس شيء
منها أولى بشيء[5]منها، أعنى أنه ليس جزء يكون منه في جهة، أولى بمماسة جزء بعينه إذ
الجميع غير مختلف فيه. فطبيعة[6]الجسم
ليس تقتضى ذلك الوضع بعينه، إذ[7]المتشابهات
لا يستحق بعضها بطبعه[8]شيئا[9]من المتشابهات بعينه دون بعض، بل يكون جميع ذلك جائزا لكل واحد منها.
و ليس هذا كما يكون لأجزاء[10]الأجسام
القابلة للتفرق، فإن كل جزء يفرض فيه[11]تجده
متخصصا بما يخصص به[12]، لأن أول وجوده وقع[13]هناك، أو لأنه أقرب المواضع من موضع وجد فيه أو نقل إليه[14]خارجا عن حيزه الطبيعى، إما لوجود يكون الأول فيه أو وقوع[15]الانتقال بقسر إليه، فيكون اختصاص كل جزء بما هو فيه لا بالطبع
المجرد و لا بالقسر، بل للطبع[16]المقترن[17]بمعنى مخصص[18]. و
أما الذي لا يقبل مفارقة مكانه، فليس حكمه هذا الحكم، و لا يجرى عليه ذلك التأويل.
فإذا كان كذلك، لا يكون جزء من أجزاء ذلك الجسم متخصصا بما يخصص به
بالطبع مفردا، بل و لا بالطبع[19]مقارنا
لحالة قسرية أوجبها سبب. و لو كان هناك أيضا شوب من سبب قاسر و مقتض[20]من طبعه أمرا اقتضاء أسباب تخصص[21]أجزاء الأسطقسات بأحيازها، لكان[22]في طبعه أن لا يكون متخصصا به، لو لم يكن ذلك السبب أو كان ثم زال[23]، فيكون في طبعه على كل حال
و كيف تصير[24]الأقسام جواز أن تكون على تلك المحاذاة[25]و المماسة.
و أن لا تكون، ففى طبعه أن يقبل نقلا في الوضع[26]. و قد بينا أن كل قابل نقل عن أمر ما أين أو وضع ففيه مبدأ حركة و ميل
طبيعى، فيجب أيضا[27]أن يكون في هذا الجسم مبدأ ميل في الوضع.
و اعلم أن المقصود فيما وضح بما[28]شرحناه من البيان، و المكشوف به عنه هو[29]أن كل جسم تطرأ عليه إمالة، لم يكن مبدؤها فيه بالطبع، بل تصدر عن
سبب خارج، أو نفس مواصلة تحرك بحسب القصد و تحدث ميلا لم يكن